اتفاق الرياض.. بين التزام الجنوب وقنابل إخوان الشرعية

السبت 23 نوفمبر 2019 02:20:26
اتفاق الرياض.. بين التزام الجنوب و"قنابل" إخوان الشرعية
أبدى المجلس الانتقالي الجنوبي، التزامًا كاملًا ببنود اتفاق الرياض، الذي تمّ توقيعه في وقتٍ سابق من نوفمبر الجاري، مقابل تمرد وخروقات من قِبل "إخوان الشرعية"، في محاولة من حزب الإصلاح لإنقاذ مستقبله السياسي والعسكري.
الناطق باسم المجلس الانتقالي نزار هيثم قال إنَّ المجلس بدأ فعليًّا تشكيل لجان مع قوات التحالف العربي بعدن لتنفيذ الإجراءات الأمنية والعسكرية بحسب اتفاق الرياض.
وقال هيثم إنَّ المجلس الانتقالي استجاب للاتفاق وجرى تشكيل لجان مع قوات التحالف لإحداث تغييرات وتسلم وتسليم المتفق عليها بالنسبة للقطاعين الأمني والعسكري.
متحدث "الانتقالي" تطرَّق أيضًا إلى الاشتباكات التي وقعت مؤخرًا بعدن، قائلًا إنَّ حدوث اختلالات أمنية في أي منطقة بالعالم أمر متوقع، لافتًا إلى أنَّ بعض الأطراف تدفع إلى هذه الاختلالات ولا تريد السلام في عدن.
وشدد على أن لقاءات الرئيس عيدروس الزبيدي الأخيرة مع سفراء بعض الدول تأتي في إطار تحرك جاد من المجلس الانتقالي لتنفيذ مخرجات اتفاق الرياض، وتمثيل القضية الجنوبية بالطريقة المناسبة.
تصريحات المتحدث باسم المجلس الانتقالي تبرهن على التزام جنوبي كامل ببنود اتفاق الرياض، وذلك بعدما شاركت القيادة السياسية الجنوبية في المحادثات التي انطلقت في مدينة جدة في بادئ الأمر والتي أفضت إلى التوقيع على اتفاق الرياض.
المجلس الانتقالي شارك بفاعلية منذ بدء المحادثات، وقد اختار طريق السلام على الرغم من العدوان الغاشم الذي شنَّته المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية ضد الجنوب، ومع التزام القوات الجنوبية بالدفاع عن أراضيها فقد التزم الجنوب بأقصى درجات ضبط النفس؛ رغبةً في عدم تصعيد الأمور بشكل أكبر.
كما أنّ حرص المجلس الانتقالي على المشاركة الفاعلة في المحادثات التي أفضت إلى الاتفاق عبّرت عن استراتيجية مرحلية للجنوب وهي ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما عمل حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي لفترات طويلة على تشويه مسار الحرب وذلك عبر الارتماء في أحضان المليشيات الحوثية، حتى طعن التحالف العربي من الخلف.
خلافًا لذلك، لم تتوقف محاولات "إخوان الشرعية" لإلقاء الرماد على الاتفاق، وذلك عبر تحركات مسلحة في مناطق مختلفة من أرض الجنوب، وذلك بغية إشعال الأوضاع وتصعيدها وزرع الفوضى، وصولًا إلى إفشال اتفاق الرياض.
وبالنظر إلى المكاسب الجنوبية الكبيرة من اتفاق الرياض، فإنّ "الإصلاح" عمل تشويه مسار الاتفاق وذلك حفاظًا على مصالحه ونفوذه في المرحلة المقبلة، لا سيّما أنّ الاتفاق يقضي بتشكيل حكومة جديدة، ستكون خالية من الحزب الإخواني ونفوذه الإرهابي، بالإضافة إلى ضبط الانتشار العسكري على النحو الذي يضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، وهو ما سيكون بدوره ضربة قاسمة للمؤامرات الإخوانية.