المتاجرة الحوثية بـاستهداف إسرائيل.. لماذا الآن؟

السبت 23 نوفمبر 2019 02:33:00
المتاجرة الحوثية بـ"استهداف إسرائيل".. لماذا الآن؟
"لماذا هنا؟، لماذا الآن؟".. سؤالان طرحا نفسيهما على الساحة سريعًا بإعلان المليشيات الحوثية قدرتها على استهداف العمق الإسرائيلي.
المليشيات الحوثية، التي ترفع شعارات دينية لتجذب مؤيدين إليها، لم تلتفت إلى القضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، تماشيًا مع المشروع الإيراني في هذا الصدد، لكنّ على ما يبدو أنّ المليشيات لجأت إلى المتاجرة بالقضية الفلسطينية.
القيادي الحوثي المدعو يحيى سريع، هدّد بضرب العمق الإسرائيلي رداً على أي هجوم مباشر على اليمن، وقال إنّهم "جاهزون للرد على العدوان الإسرائيلي في حال المغامرة بشن أي هجوم مباشر على اليمن".
اختيار الحوثيين هذا التوقيت بالذات يرتبط بتصاعد التوتر الإيراني الإسرائيلي من جانب، كما لا يمكن فصله عن المخاوف الحوثية من اندلاع احتجاجات ضد المليشيات، وذلك على غرار المظاهرات التي تسود في لبنان والعراق وإيران في الفترة الأخيرة.
لجوء الحوثيين إلى "المغازلة الشعبية" باستهداف الاحتلال الإسرائيلي يُقرأ بأنّه محاولة من قِبل المليشيات لوأد أي احتجاجات ضد الانقلابيين، في ظل تصاعد الغضب من المليشيات لا سيّما مع الحالة الإنسانية البشعة التي يحياها السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.
فالمليشيات الحوثية لا تتوقف عن اتخاذ إجراءات تحاول من خلالها وأد أي احتجاجات قد تندلع ضدها، ففي وقتٍ سابق كشفت مصادر قبلية لـ"المشهد العربي" أنّ المليشيات وزَّعت أموالًا على مشائخ ووجهاء قبائل طوق صنعاء من خلال استدعائهم لعقد لقاءات منفصلة وجماعية, في إطار التحركات الحوثية لمنع أي انتفاضة ضدهم.
المصادر قالت إنَّ مليشيا الحوثي استدعت مشائخ وشخصيات اجتماعية على مجموعات واجتماعات فردية للبعض، للقاء القيادي الحوثي محمد علي الحوثي عضو ما يسمى المجلس السياسي، وآخرين مع القيادي أبو علي الحاكم رئيس هيئة الاستخبارات الحوثية، والبعض مع القيادي الحوثي عبدالباسط الهادي المعين من المليشيات محافظًا لصنعاء .
وركَّزت القيادات الحوثية على استدعاء المشائخ الموالين لحزب المؤتمر وغير الموالين لهم وحثتهم على رفض دعوات الفوضي، كما وزّعت أموالًا على المشائخ الذين حضروا هذه الاجتماعات بما يتراوح بين 200 ألف و500 ألف ريال. 
بدوره، دعا القيادي الحوثي مهدي المشاط، الشيخ يحيى غوبر المعروف بولائه للرئيس الراحل علي عبد الله صالح للقاء معه, في إطار تلك التحركات الحوثية.