إرهاب الإصلاح.. دستور الحكومات الذي حرَّفه الإخوان

السبت 23 نوفمبر 2019 03:29:42
إرهاب "الإصلاح".. دستور الحكومات الذي حرَّفه الإخوان
فيما تختص الحكومات في سائر بلدان العالم باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تحقيق الاستقرار والأمن، إلا أنّ حكومة الشرعية، وهي تحت السيطرة الإخوانية من قِبل حزب الإصلاح، عمدت إلى نشر وإفشاء الإرهاب. 
سيطرة حزب الإصلاح على حكومة الشرعية كبَّدت اليمن كثيرًا من الأثمان، ولعل الثمن الأكثر فداحةً هو إطالة أمد الحرب على المليشيات الحوثية بعدما ارتمى الحزب الإخواني في أحضان الانقلابيين، وشوَّه بوصلة الحرب وركّز على استهداف الجنوب فقط عبر شن اعتدادات كثيرة على جبهات عديدة، استعان فيها بتنظيمات إرهابية، في مقدمتها تنظيم القاعدة.
حكومة الشرعية، وهي تتحرك وفقًا للأجندة الإخوانية، بررت لنفسها التقارب مع التنظيمات الإرهابية، طالما أنّ ذلك يتفق مع مصالحها على الأرض.
يتفق مع ذلك المحلل العسكري العميد خالد النسي الذي اتهم حكومة الشرعية بدعم الإرهاب، وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "في كل بقاع العالم، تجد الحكومات تعمل على الأمن والاستقرار للبلد وتوفير الحياه الكريمة للمواطن باستثناء ما تسمى بحكومة الشرعية فهي تعمل على بقاء جماعة إرهابية سيطرة على البلد بقوة السلاح وتدعم الإرهاب وتحارب المواطن في قوت يومه".
"إخوان الشرعية"، المسيطرون على مفاصل نظام الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، وفي مقدمتهم الإرهابي علي محسن الأحمر، يملكون علاقات نافذة مع تنظيمات إرهابية، تحالفوا معها بغية هدف واحد، وهو الحفاظ على مصالحهم، وقد توطَّدت هذه العلاقات بشكل أكبر خلال بعد التوقيع على اتفاق الرياض في وقتٍ سابق من نوفمبر الجاري، الذي يستأصل نفوذ حزب الإصلاح الإخواني بشكل كامل ويضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
العلاقات بين المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية وتنظيم القاعدة كثيرًا ما فُضِح أمرها، ويقود هذه العلاقات الإرهابي علي محسن الأحمر الذي يُنظر إليه بأنّه مُحرّك أساسي لمجريات الأمور في معسكر "الشرعية"، وهو أشد قادة هذا الفصيل إرهابًا وتطرفًا، ويتولى التنسيق في علاقات الإخوان والقاعدة.
علاقة محسن الأحمر بتنظيم القاعدة إلى عام 2017، حيث أتاح الأحمر أرضًا خصبةً للمجموعات والفصائل المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة.
وهناك رسائل بين الأحمر وقاسم الريمي في عام 2017، طلب فيها الأحمر تكثيف وجود تنظيم القاعدة، في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم، وأكد الأحمر لزعيم القاعدة أنه يخطط للاعتماد على مسلحي القاعدة؛ لعقيدتهم القتالية، متعهدًا بالدعم المالي المطلوب.
وفي دراسة نشرها معهد الخليج للدراسات ومقره واشنطن، كشف الباحث الأمريكي بيتر ساليسبري أنّ محسن الأحمر يعتبر لاعبًا مؤثرًا في شبكة من الجماعات القبلية والسنّية والإسلامية التي مركز ثقلها هو حزب الإصلاح، كما أنه متهم بالمساعدة في رعاية المجموعات المسلحة التي أصبحت في نهاية المطاف "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
وتقول الدراسة: "الأحمر تمكَّن من تقديم نفسه على أنَّه آخر أمل لتحقيق النصر العسكري ضد الحوثيين، وكخط دفاع أخير عن اليمن، وفي حال تمكنه من تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، فقد يكون قادرًا على الانطلاق مرتكزا على منصبه الحالي ليهندس لنفسه عودة غير متوقعة إلى السلطة".
كما أنّ المليشيات الإرهابية التابعة لمحسن الأحمر، متورطةٌ بوضوح تام في استهداف قوات التحالف العربي والمدنيين في مناطق الجنوب، وقد برهن الهجوم الإرهابي الذي استهدف قوات الحزام الأمني في محافظة أبين في أغسطس الماضي، على علاقة علي محسن الأحمر بتنظيم القاعدة في اليمن.
الربط بين علاقة الشرعية بالقاعدة فيما يتعلق بهجوم أبين، تجلّى في إعلان المدعو ياسر الحسني، الصحفي في مكتب الرئيس اليمني المؤقت عبد ربه منصور هادي مسوؤلية ما أسماه الجيش الوطني - وهو عبارة عن مجاميع مليشياوية تابعة لحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي - عن الهجوم على الكمين، وبعد ذلك بساعات أعلن تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة في اليمن مسؤوليته.
تزامن إعلان أنصار الشريعة مع تصريح الحسني أثبت على وجود علاقة بين قوات الأحمر والتنظيمات المتطرفة، وقد صرّح الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم عن ذلك بالقول: "هذا دليل جديد على علاقة الحكومة والقوات التي يقودها علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح بالتنظيمات المتطرفة واستخدامهم لها ضد الجنوب".