الاستراتيجية الهادئة.. حنكة الانتقالي التي هزمت خبث الإصلاح
برهنت القيادة السياسية الجنوبية، متمثلةً في المجلس الانتقالي، على تمتُّعها بحنكة سياسية فريدة من نوعها، تلبي تطلعات الشعب الجنوبي وقضيته العادلة.
وإزاء التحديات التي تحاصر الجنوب من كل اتجاه، إن كانت المليشيات الحوثية أو "شقيقتها" الإخوانية، فقد تحلّى المجلس الانتقالي بسياسة هادئة واستراتيجية مرحلية، تهدف جميعها إلى التصدي للمؤامرات التي تستهدف الجنوب.
وجاءت مشاركة المجلس الانتقالي في المحادثات التي عقدت بمدينة جدة السعودية مع حكومة الشرعية والتي أفضت إلى اتفاق الرياض، الذي تمَّ التوقيع عليه في الخامس من نوفمبر الجاري، بغية ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما شوَّه مسارها حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي.
هذه الاستراتيجية الجنوبية قوبلت بإشادة بالغة وتقدير عالٍ على الصعيدين الإقليمي والدولي، حول سياسة المجلس الانتقالي الرامية إلى محاربة التنظيمات المتطرفة في المنطقة، وعلى رأسها المليشيات الحوثية والإخوانية.
تتفق مع ذلك الكاتبة السياسية نورا المطيري، التي تؤكِّد أنَّ المجلس الانتقالي الجنوبي يمتلك رؤية واضحة وسياسة هادئة.
وتقول المطيري في تغريدة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "المجلس الانتقالي الجنوبي يمتلك رؤية واضحة وسياسة هادئة تستند إلى دعم كافة توجهات التحالف العربي بقيادة السعودية".
وتضيف: "قيادة الانتقالي لا تنظر إلى التفاصيل الصغيرة والمماحكات والمحاصصات التي يُصرّ أطراف في الشرعية على إثارتها.. المجلس ممثل بقيادته زاهد في الحصص التي يهرول ويهلث البعض في الحصول عليها".
المجلس الانتقالي يحمل هدفًا أسمى يقوم على ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، وهو يقف في ذلك مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في خندق واحد، خلافًا لحزب الإصلاح الإخواني المخترِق لحكومة الشرعية الذي استغل دعم التحالف لها وتوارى وراء عباءة الشرعية، وسيطر على مفاصلها وحوَّلها لما تُشبه أوكار إرهابية تحقق مصالحه وتخدم نفوذه.
كما أنّ القيادة السياسية الجنوبية أفشلت المخططات الإخوانية التي رمت إلى إثارة النعرات والمشكلات الجانبية على النحو الذي يعمل على إفشال اتفاق الرياض، بغية الحفاظ على مصالحه.
وفيما يقضي اتفاق الرياض بتشكيل حكومة جديدة ستكون خاليةً من "الإصلاح"، فإنَّ الحزب الإخواني برهن على هرولته من أجل المناصب، وعمد إلى إثارة المشكلات من أجل حفظ هذه المناصب، حتى أثبت هذا الفصيل حرصه على مصالحه الضيقة.