طائفية وتهديد.. المليشيات تلقِّن أفكارها المسمومة بـالقوة الغاشمة

السبت 23 نوفمبر 2019 16:34:44
طائفية وتهديد.. المليشيات تلقِّن أفكارها المسمومة بـ"القوة الغاشمة"

واصلت المليشيات الحوثية ممارساتها الغاشمة التي تستهدف ترهيب السكان وذلك عبر طائفيتها البشعة التي استوردتها من إيران، في محاولة لضم عناصر جديدة لا سيّما من الطلاب إلى صفوفها.

ففي خطوة غير مسبوقة، هدَّدت مليشيا الحوثي، مدراء ومعلمي المدارس الأساسية والثانوية في قرى وعزل مناطق العود العليا والسفلى بالسجن في حالة رفض تنفيذ أوامر الانقلابيين.

وقال سكان محليون، إنَّ المليشيات الحوثية بقيادة المدعو أبو حطبة، وهو مشرف أمني جديد، ألزمت مدراء المدارس بإرسال المعلمين لتلقي دورات تقيمها جماعته، وحذرت الرافضين من السجن.

وأوضحت مصادر مطلعة أنَّ هذه الدورات تأتي ضمن خطط المليشيات نشر أفكارها بين الطلاب، من خلال إلزام المعلمين على تدريسها ضمن الحصص المدرسية لطلاب المدارس الأساسية والثانوية في المنطقة.

وكانت المليشيات الحوثية قد نفّذت قبل يومين، حملة أمنية كبيرة لاختطاف أحد المعلمين من داخل منزله، وسط بلدة عزاب، واقتادته إلى جهة مجهولة.

إجمالًا، لا تتوّقف المليشيات الحوثية عن ممارساتها الطائفية التي تستهدف السيطرة على مفاصل المناطق الخاضعة لها، ونشر الإرهاب الإيراني الذي يواليه الانقلابيون.

وتعمل المليشيات على غرس سمومها الطائفية في عقول الطلاب، لا سيّما الأطفال، بغية ضمان ولائهم والزج بهم في مرحلة لاحقة إلى جبهات القتال التي يشعلها الحوثيون.

ومنذ أن أشعلت المليشيات حربها العبثية في صيف 2014، لم يتوقف الحوثيون عن الممارسات التي تستهدف القطاع التعليمي على وجه التحديد، حيث تسعى من خلالها المليشيات السيطرة على المدارس وغرس سمومها الطائفية في عقول الأطفال عبر مناهجها وفعالياتها وأنشطتها المختلفة.

ويمكن القول إنّ النظام التعليمي تحت سلطة المليشيات الحوثية أصبح معامل لغسل أدمغة مئات الآلاف من الناشئة، وساحات للصراع الطائفي التحريضي، وسوقًا سوداء للكتب، وتعطيلًا للتعليم، بما يساهم في تفخيخ عقول الأطفال لضمان تجنيدهم.

واستنفرت المليشيات عبر لجانها المزروعة بوزارة التربية والتعليم في حكومتها غير المعترف بها لتعديل المناهج التعليمية لطلاب المرحلة الأساسية، وتفخيخها بأجندات طائفية، وبالأخص المتعلقة بمواد التربية الوطنية، الهادفة لطمس الهوية الوطنية والدينية ‎لليمنيين بمخاطر ثقافية وفكرية تشوش عقول الطلاب، وتوجههم الوجهة الخاطئة، ممن لا يزالون في سن الطفولة.

كما تدخلت المليشيات الحوثية في الإذاعات المدرسية لتوجهها بتحديد مواضيع خاصة تندرج في إطار الشحن الطائفي لاستقطاب طلاب جدد لجبهاتها.

وأوقف المليشيات مطابع الكتاب المدرسي وخصصتها لطبع ملازمها وكتبها الطائفية، كما لم تسلم المناهج الدراسية من متاجرة الحوثيين، حيث أصبح لهم سوقٌ سوداء خاصة بها للبيع في أرصفة الشوارع وبمبالغ كبيرة، في حين يذهب أغلب التلاميذ إلى مدارسهم في مناطق سيطرة المليشيات دون كتب مدرسية، حتى الآن رغم بدء العام الدراسي.

وكذلك همشت الكوادر التربوية وأحلت بدلاً عنهم محسوبين عليها دون كفاءة بعد أن نهبت وصادرت مرتبات المعلمين والمعلمات للعام الرابع على التوالي في المناطق الخاضعة لسيطرتها.