فلاش باك.. كيف اعتدت الأنظمة الشمالية على الثقافة الجنوبية؟
لم يقتصر العدوان على الجنوب من قِبل أنظمة الحكم المتعاقبة على الشمال عبر تحركات عسكرية من قِبل المليشيات الإخوانية أو أعمال تعذيب وتضييق على الجنوبيين، بل شملت كذلك حرب شمالية على الهوية والثقافة الجنوبية.
الأديب والشاعر شوقي شفيق تحدَّث عن تعرُّض المشروع الثقافي الوطني الجنوبي لتدمير ممنهج من قبل نظام صنعاء منذ عام 1990، وذلك خلال مشاركته في لقاء أدبي .
شفيق تناول الانحسار الثقافي والأدبي الذي تشهده الجنوب منذ عام 1990 بفعل التدمير والنهب والعبث الممنهج لمؤسساته الوطنية الثقافية والأدبية وبنيته العرضيه الاقتصادية ومضايقة وقمع هاماته الثقافية والأدبية والفكرية.
وألقى "شفيق" محاضرة أدبية وثقافية بعنوان الانحسار الأدبي والثقافي الذي شهدة الجنوب منذ عام 1990 من قبل نظام صنعاء، وقال إنَّ ما وصفها بـ"قوى الضم" عملت منذ وقت مبكر بعد ما تُسمى "الوحدة" على التدمير والنهب لمؤسسات الثقافية والأدبية وتخريب قاعدته الاقتصادية التي شملت أعمال نهب وبيع وخصخصة عشوائية لجميع مداميك بنيته الثقافية والتحتية ومقتنيات مكتباته الثقافية والعلمية وبيعها بالمزاد العلني في أسواق صنعاء بهدف فقدان الذاكرة التاريخية للجنوب ولحضارته جدورها في عمق التاريخ منذ أكثر من 600 سنة قبل الميلاد.
وأشار إلى سعي نظام صنعاء إلى وأد المشروع الوطني الثقافي الجنوبي الذي كان يعتبر مفخرة للجنوب وشعبه على مستوى المنطقة والوطن العربي في مختلف مجالات الثقافية ليس على مستوى الوطن وإنما على مستوى الوطن العربي.
وأضاف: "نظام صنعاء وآنذاك منذ الوحده المزعومة حارب الثقافة في الجنوب ومثقفيه لطمس هوية شعبه والقضاء على مشروعه الوطني والثقافي وإعطاء زمام المبادرة للقوى -الرجعية- في تبوأ المناصب الحكومية وفي تخويلهم بوضع وصياغة المنهج التربوي والتعليمي الذي يحاكي الماضي دون الحاضر".
"شفيق" تطرق أيضًا إلى دور اتحاد الأدباء والكتاب الجنوبيين في لملمة الجراح الثقافي والأدبي الجنوبي، مستعرضًا مبادراته ونشاطاته الثقافية والأدبية والفكرية لاستعادة الذاكرة الثقافية والتاريخية والأدبية للشعب الجنوبي، مشدّدًا على دعم جيل الشباب وإبراز مواهبهم وإبداعاتهم ورعايتها ليكون خير سلف لخير خلف لمشروعهم الوطني الثقافي الجنوبي والمساهمة مستقبلًا في دولته الجديدة، وفي تحريك المياه الثقافية الراكدة.
ودعا المجتمع المدني للاهتمام بثقافة الشباب وإبداعاتهم وكذلك المؤسسات الثقافية والأدبية والتربوية الجنوبية وكليات جامعة عدن أن تلعب دورًا في إحياء النشاط الثقافي والترلث الوطني وأن تعطي اهتمامًا خاصًا لقضية تطوير التعليم والجانب المعرفي لانه الأساس في التنمية الثقافية.
ما تطرَّق إليه "شفيق" يكشف خبث المؤامرات الشمالية التي استهدفت الجنوب على مدار السنوات الماضية، والتي سعت إلى السيطرة على مقدارته والنيل من أمنه واستقراره.
وفي الفترة الأخيرة، استعر العدوان الشمالي على الجنوب بشكل أكثر حدة، وقد أخذ جانبًا مسلحًا عبر تحركات عسكرية للمليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، في الأراضي الجنوبية، عملت على إشعال الفوضى بالاستعانة بتنظيمات إرهابية لها علاقات وطيدة بحزب الإصلاح الإخواني.
وفيما مثَّل اتفاق الرياض الموقُّع في الخامس من نوفمبر الجاري، بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية خطوة شديدة الأهمية بالنظر إلى مكاسب الجنوب وقضيته العادلة من هذه الخطوة، لا سيّما فيما يتعلق بوضع القضية على طاولة اهتمامات الإقليم والعالم، فقد صعَّدت المليشيات الإخوانية من عدوانها على الجنوب.