وبعد كل هذا..؟!

1 - قُبيل منتصف ليل الأحد 17 نوفمبر الجاري بقليل، والكون غارق في لُجة الظلمة التي يلتحفُ معها مُعظم الناس ببطّانياتهم ويخلدون للنوم، صُعِق الناس فجأة من لعلعة الرشاشات والمُضادات التي تصم الآذان، ثم إنّ هذا كان في وسط الشوارع والأزقّة الضيقة لمنطقة دارسعد بعدن وأطرافها، كما وكانت حشود من الناس ما انفكّت تجوب الشوارع والأسواق لحظتئذٍ!! ( يا إلهي.. هي الحرب ثانية) هكذا كان يقول لسان حال الناس.
2 - السلطة الشرعية، أو حتى أطراف فاعلة منها -وهذا ذائع- عندما يوغلون في استثمار بلاطجة لتفجير قلاقل عسكرية هنا وهناك، وهذا في سبيل ترجيح الكفّة على طاولة السياسة، فهذا غير أخلاقي ألبتّة، لأنّ في رأس قائمة مهام السلطات السّوية مُهمة الحفاظ على أمن البلاد، وقبله على أرواح كل مواطنيها وأياً كانوا.. لكن الحابل اختلط بالنابل هنا، وسُلطاتنا جَنَحت الى الإيغال في سُبُل الجحيم ودُرُوبهِ.
3 - من المُهم الإشارة وبكل فخرٍ إلى اتباع مجلسنا الانتقالي الجنوبي لسياساتٍ عِمادها الأخلاق، مع أنّ هذا غير وارد في عُرف السياسة وقواميسها، وخصوصاً عندما تتعاطى مع ما يُفترض أنّه في خانة الخصم.. لكن باعتبارنا في نطاقٍ ومحيط عربي فهذا واقعي، وبعد وساطة الشقيقة المملكة السعودية والإمارات الأخيرة، فقد تعرّى الخصم حتى آخر ورقة توتٍ كانت تُدثرُ شيئاً من عورتهِ، وهو - الخصم - بهذه الأحداث الرعناء بالأمس يرقص على المسرح عارياً مجرداً تماماً وأمام الملاء.
4 - ما يذبحُ في القلب، هو وقوف شرذمة من الناس في صف مثل هكذا سلطة شرعية! لأنّ السلطة التي تستخدم البلاطجة ومَن هم في أدنى مراتب المجتمع خُلقاً لإثارة القلاقل والقتل في البلاد، أو سلطة تُرخي يدها عن تجارة المخدرات المُدمرة للبلاد، بل ومن الجائز أنّ من أفرادها من يُسهم في إدارتها وحتى الإفراج عن المقبوض عليهم من مروجيها، ناهيك عن الإفراج حتى عن المتهمين علانية في الإرهاب! فهذه سلطة مُثار تساؤلات وشكوك مريبة، بل هي سلطة لا تستحق حتى مجرد البقاء!! فكيف لنا بالوقوف في صفها؟! وهذا إلى المُغيبين من شعبنا طبعاً.
5 - اليوم، قوام الجيش المدعو زوراً بالجيش الوطني، والواقع يثبت أنّه لفيف من ميليشيات إصلاحية معبّأة حتى التخمة بالعداء لجنوبنا وقضيته، وكذلك من لفيف الغارقين في فوبيا انفصال الجنوب، ناهيك عن شراذم من البلطجية ورعاع الشوارع المهووسين برزم البنكنوت، ولا نُسقط احتياطيهم من الغارقين في بالوعة المخدرات والمُستَخدمين في التفجيرات بما فيها الانتحارية!! كل هذا الجيش (اللفيف) لم يتوجه شمالاً مطلقاً لمقارعة الحوثي، بل هو على استعدادٍ تامٍ لاجتياح جنوبنا لإعادته ثانيةً إلى حظيرة الطغاة.. وهنا العجب!
6 - السلطة الشرعية مُثقلة بالفضائح بما فيها الجرائم والعبث بأبشع تجلياته، إذ وكما قلنا هل ثمة أبشع وأقذر من إثارة الاقتتال وإزهاق الأرواح المحرمة في الجغرافيا التي من المفترض أنها تديرها وتتحمل مسؤوليتها؟! وحتى الأمس كان ثمة من الوزراء يغردون خارج سرب هذه السلطة الشرعية، بل ويشتمون في التحالف العربي الذي وقف في صفنا! وماذا عن كبار الكهنة في هذه السلطة وفي قمة رأسها وهم ينفذون بكل جلاء أجندات دول تعادي أخوتنا في التحالف، بل وتصبو الى تمزيق المنطقة بكاملها، ووفقاً لمخططاتٍ خارجية! فماذا بعد كل هذا؟! وإلى أين سينتهي بنا المطاف مع هكذا سلطة شرعية؟!