غريفيث يفتح الباب أمام موجة جديدة من الإرهاب الحوثي
ماذا تعني زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى صنعاء بعد ساعات قليلة من استهداف المليشيات الحوثية فريق حكومة الشرعية بخمسة صواريخ أطلقتهم باتجاه مدينة المخا؟.. الإجابة على هذا السؤال تقودنا إلى معرفة موقف الأمم المتحدة من الانتهاكات الحوثية اليومية في الحديدة.
إذا كان المبعوث الأممي بحاجة إلى وقف مثل هذه الممارسات لأقدم على تقديم إحاطات ترغم المجتمع الدولي توقيع عقوبات على المليشيات الحوثية، وبالتأكيد فإنه لن يضطر للذهاب إلى صنعاء لاتخاذ مثل هذه الخطوة، بما يعني أن ذهابه في الوقت الحالي تحديداً ولقائه قيادات المليشيات يفتح الباب أمام موجه جديدة من الإرهاب الحوثي في ظل إدراك العناصر المدعومة من إيران بأن الأمم المتحدة ليست مهتمة بالانتهاكات التي ترتكبها في الحديدة.
وخلال إحاطته الأخيرة في الأمم المتحدة، الجمعة الماضية، اكتفى غريفيث بإبداء قلقه من تقييد الحوثيين حرية الفريق الأممي بقيادة الجنرال أباهيجيت جوها، وهو ما يصب في اتجاه عدم رغبته القوية في التعامل مع التضييق الحوثي على بعثة الأمم المتحدة ذاتها، بل أنه يحاول انتقاء ألفاظ لا تشكل إدانة قوية للعناصر المدعومة من إيران.
ويرى مراقبون أن المبعوث الأممي يظهر بموقف الضعيف في مواجهة المليشيات الحوثية في ظل الانتفاضات الشعبية التي اندلعت في عدة بلدان عربية ضد أذرع إيران بالمنطقة، في وقت لا تمارس فيه حكومة الشرعية ضغوطاً قوية أمام المجتمع الدولي ترغمه على الوقوف بحسم في مواجهة الانقلاب الحوثي.
ووصل المبعوث الأممي لدى اليمن، مارتن جريفيث إلى صنعاء, اليوم الأحد، في زيارة يلتقي خلالها قيادات حوثية لبحث الدفع بجهود التهدئة،برفقة نائبه معين شريم ومنسقة الشئون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ليزا جراندي.
ويعد من أهم المواضيع التي سيبحثها جريفيث مع القيادات الحوثية, الدفع بجهود التهدئة ومسارات بناء الثقة, وكذا بحث ملف تبادل الأسرى والانتقال إلى المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق الحديدة, والدخول في مفاوضات سياسية شاملة, بالإضافة إلى طلب السماح لفريق من الأمم المتحدة بالوصول إلى خزان النفط صافر العائم قبالة الحديدة لإجراء أعمال الصيانة.
وقامت المليشيات الحوثية، فجر اليوم الأحد، باستهداف فريق حكومة الشرعية، في اللجنة الأممية لتنسيق إعادة الانتشار في محافظة الحديدة.
واعترضت بطاريات الدفاع الجوي التابعة للتحالف العربي، فجر اليوم الأحد، خمسة صواريخ وأسقطت طائرتين بدون طيار أطلقتها مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، باتجاه مدينة المخا.
ويعد العدوان الحوثي بالصواريخ الباليستية، أبلغ رد على نوايا مليشيا الحوثي، تجاه اتفاق الحديدة، الذي يدخل عامه الأول خلال أسابيع قليلة، دون تحقيق أي تقدم يذكر.
وسارعت الحكومة بإعلان موقفها من الهجمات الصاروخية وبطائرات مسيرة على مقر إقامة فريقها جنوب محافظة الحديدة وحملت المبعوث الأممي مارتن غريفيث المسؤولية عن استمرار هذه التصرفات التي تقوم بها الميلشيات الحوثية، مطالبة إياه بموقف واضح وصريح بعيداً عن لغة المهادنة والدبلوماسية التي لم تعد مقبولة، على حد تعبيرها.
وبحسب رئيس الوفد تعرض مقر إقامته وفريقه إلى 8 هجمات، 5 منها بطائرات من دون طيار (درون)، و3 أخريات بصواريخ باليستية، محذراً من نسف هذا النوع من الهجمات أي آمال في السلام.