الرهان على الحوثي يكشف تفكك أذرع إيران بالمنطقة

الاثنين 25 نوفمبر 2019 20:00:34
الرهان على الحوثي يكشف تفكك أذرع إيران بالمنطقة

رأي المشهد العربي

أعلنت الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، بشكل رسمي عدم اعترافها بأي حكومة في اليمن، بخلاف حكومة مليشيا الحوثي، غير المعترف بها دوليا، وذلك بعد أيام من تسليم الحكومة الإيرانية مقار اليمن الدبلوماسية، إلى ممثلين لمليشيا الحوثي، في إجراء نال استنكار المجتمع الدولي، وهو ما يعني أن هناك دعم علني قوي للعناصر الانقلابية لم يكن بهذا الشكل الفج على مدار السنوات الماضية.

ما يفسر الموقف الإيراني الذي يأخذ طابعاً إعلامياً بالأساس في ظل دعم طهران غير المحدود للمليشيات الحوثية منذ الانقلاب على الشرعية، أن إيران وجدت أن أذرعها في لبنان والعراق تواجه تفككاً غير مسبوق في ظل الانتفاضات الشعبية التي اندلعت ضد حزب الله والحكومة العراقية المدعومة من إيران، وبالتالي فإن إيران عمدت على إظهار تأييدها للمليشيات الحوثية التي تتواجد في صنعاء لتكون رأس الحربة بالنسبة إليها مستقبلاً.

تدرك إيران جيداً أن أذرعها في العراق ولبنان لن تعود كما كانت في سابق عهدها قبل اندلاع المظاهرات الشعبية، مطلع الشهر الجاري، وبالتالي فإنها تحاول تحصين المليشيات الحوثية بشتى الطرق وتعمل على دعمها سياسياً وعسكرياً وإعلامياً بما يضمن استمرار الانقلاب أطول فترة ممكنة، ما يمكنها من الحصول على مكاسب سياسية تدعم موقفها المتأزم في ظل الحصار الاقتصادي الأمريكي عليها.

لعل ما يساعد إيران في موقفها الحالي تحالفها مع قطر والتي تحاول عبر ذراعها (مليشيات الإصلاح الإرهابية) في اليمن أن تقوض جهود التحالف العربي بتوحيد صفوف الشرعية لإنهاء الانقلاب الحوثي، بل أن الدور القطري المساعد لإيران لا يقتصر على مسألة دعم الإصلاح، ولكن يمتد إلى مشاركة الدوحة في كثير من العمليات الإرهابية التي تقدم عليها إيران وتستهدف دول التحالف العربي، وكذلك فإن قطر تقوم بدور تمويلي للمليشيات الحوثية في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعانيها طهران في الوقت الحالي.

الرهان الإيراني على الحوثي ظهر واضحاً من خلال موقف المليشيات عبر الاستقبال الفاتر للمبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي يتواجد في صنعاء، وبدا أن ذلك موقف إيراني بالأساس تسعى من خلاله إلى التصعيد من أجل التأكيد على أن أذرعها مازالت قوية ومتماسكة، وهو ما دفعها لإيعاز المليشيات باستهداف مقر البعثة الحكومية في الحديدة، وهو ما يبرهن على أن ملف السلام في اليمن سيكون رهينة لحسابات إيران التي تواجه خسائر سياسية وعسكرية فادحة منذ بداية الشهر الجاري.