رغم أنف الجزيرة وأخواتها.. الجنوب شاهد على جهود الإمارات ضد الإرهاب
تسعى الأبواق الإعلامية التابعة لدولة قطر للفت الأنظار بعيداً عن تطبيق اتفاق الرياض، وتبحث عن كل ما هو من شأنه تشويه التحالف العربي لإفشال جهود الدول الراعية بالأساس لهذا الاتفاق، وبالتالي فإن الحملة التي تقودها قناة الجزيرة ضد دولة الإمارات بعد انتشار صورة مضللة للشيخ محمد بن زايد مع الإرهابي أمجد خالد، هدفها الأساسي إفشال الاتفاق من خلال نشر الأكاذيب.
لا تنظر دولة الإمارات العربية المتحدة حديث مرتزقة الجزيرة عن أدوارها في مواجهة الإرهاب باليمن، وبالتأكيد فهي لا تهتم بآراء الإرهابيين الذين يكيلون العداء لها، بعد أن أفشلت مخططاتهم، ونجحت بالتعاون مع أبناء الجنوب في إنهاء تواجد القاعدة في غالبية محافظات الجنوب، ومن قبلها إنهاء الاحتلال الحوثي.
ويعد شهر مارس من العام 2016، هو موعد انطلاق العمليات العسكرية ضد القاعدة، فنجحت الإمارات في تأمين مدن عدن، ولحج، وأبين، وشبوة، وساحل حضرموت، الذي كان إمارة إسلامية استمرت لأكثر من عام.
وعلى وقع هذه النجاحات الأمنية، تدخلت الولايات المتحدة بعمليات عسكرية نوعية وإنزال جوي في شبوة وأبين والبيضاء، وهي العمليات التي تقول واشنطن إنها حققت نجاحات كبيرة، ضمن جهود الحرب على الإرهاب.
لعبت الإمارات وهي الشريك الفاعل في التحالف العربي، دوراً رئيسياً ومحورياً في القضاء على التنظيمات الإرهابية، غير أن ذلك لم يرق لبعض الأطراف التي تتهمها تقارير غربية بالوقوف وراء نشاط الجماعات الإرهابية، وهو ما يتضح جلياً في وادي حضرموت، الذي يعد المعقل الأخير لتنظيم القاعدة، بالإضافة إلى أجزاء من محافظة البيضاء.
جهود الإمارات في محاربة الإرهاب تشدد عليه مراكز أبحاث غربية، من بينها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، والذي أكد ضرورة تشجيع الإمارات في الاستمرار بجهود محاربة الإرهاب، رداً على حملات إعلامية ممنهجة تشرف عليها التنظيمات المتطرفة بينها تنظيم الإخوان.
وحذر المعهد من مغبة السماح لقوات مأرب بالتمدد صوب ساحل حضرموت، معتبراً أن ذلك قد يشجع تنظيم القاعدة أكثر، ويؤكد المعهد على أن مأرب أصبحت معقلاً رئيسيا لتنظيم القاعدة، الأشد تطرفاً في الجزيرة العربية.
دور الإمارات في مكافحة الإرهاب أثار غضب تنظيم الإخوان، وهو ما انعكس على التناول الإعلامي للتنظيم عقب السيطرة على شبوة، لكن العديد من المراقبين يرون أن ذلك عزز من ضرورة وجود أبوظبي كحليف استراتيجي للعالم في محاربة الإرهاب.
ويرى مراقبون أن إعادة تموضع القوات المسلحة الإماراتية في اليمن قد تمنح أبوظبي خيارات أقوى وأكبر في المضي في مشروعها الخاص بمواجهة الإرهاب، خاصة في ظل وجود عامل رئيس في مكافحة الإرهاب، والمتمثل في القوات الجنوبية التي نجحت في تحقيق انتصارات كبيرة ضد الإرهاب، بعد أن اعتمدت أبوظبي على قادة عسكريين جنوبيين لهم باع طويل في الحرب على التنظيمات المتطرفة.
ومؤخراً، أشادت باحثة بريطانية بجهود المجلس الانتقالي الجنوبي في مكافحة الإرهاب في اليمن بدعم من دولة الإمارات، مشيرة إلى أن تنظيم القاعدة استفاد من فساد منظومة الحكم في تسويق نفسه في البلد.
وقالت إليزابيث كاندل الباحثة في جامعة أوكسفورد البريطانية، في ندوة حول الإرهاب في مقر الأمم المتحدة في جنيف، خلال شهر سبتمبر الماضي، إن هناك "علاقة بين منظومة الحكم والإرهاب، وهناك مستفيدون من استمرار الحرب والإرهاب".
وتحدثت كاندل عن تجربتها في حضرموت، التي زارتها أثناء سيطرة تنظيم القاعدة على ساحل حضرموت ، وكيف أن "التنظيمات الإرهابية استغلت فساد منظومة الحكم في البلاد في تسويق نفسها وسيطرتها عبر تقديم الخدمات للناس في تلك المناطق".
كما أشادت الباحثة بجهود المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية في مكافحة الإرهاب، بدعم الإمارات العربية المتحدة، لكنها حذرت من مساعي التنظيمات الإرهابية إلى استخدام الأطفال والنساء في المستقبل.