المهمشون في صنعاء.. بين الاعتقال أو الانتحار
يعاني المواطنون البسطاء في صنعاء من بطش المليشيات الحوثية التي تستخدم ضدهم جميع أنواع الانتهاكات في محاولة لإخضاعهم تحت سيطرتها، وهو ما يترتب عليه زيادة حالات الاعتقال لأي شخص يقوم بالمطالبة بحقوقه المهدرة، فيما يجد آخرين أنفسهم تحت وطأة ظلم العناصر الانقلابية فيكون الانتحار حلاً مناسباً بالنسبة إليهم.
واعتقلت مليشيات الحوثى الانقلابية في صنعاء عددا من الموظفين بعد مطالبتهم برواتبهم، وأكدت مصادر محلية، وفقا لما أوردته قناة "العربية الحدث"، اليوم الاثنين، أن عناصر من مليشيات الحوثي وبعض الموالين لهم في مؤسسات الدولة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، قاموا بالإبلاغ عن العشرات من الموظفين المطالبين برواتبهم والذين تم اعتقالهم خلال الفترة الأخيرة.
وأشارت المصادر إلى أن العشرات من الموظفين الذين طالبوا من المسؤولين المعينين من قبل المليشيات بصرف رواتبهم المنقطعة منذ أكثر 4 سنوات تم اعتقالهم والزج بهم في سجون سرية، بعد أن وجهت لهم تهم التحريض بذريعة دعوتهم الموظفين للوقوف ضد المليشيات بعد امتناعها عن صرف مرتباتهم.
كما لفتت إلى أن المليشيات اعتقلت الموظفين بعد أن ألقت عليهم تهمة "طابور خامس" و"محرضين" بذريعة دعوتهم الموظفين للانتفاض ضدها بعد امتناعها عن صرف مرتباتهم.
فيما لم يجد المواطن جمال الضبيبي أحد سكان صنعاء حلاً في التخلص من البطش الحوثي سوى الإقدام على الانتحار، بعد أن قدم إليه مندوب من أحد القيادات الحوثية وأبلغه أن أرضه المملوكة بصك شرعي لم تعد ملكا له، وبناء على ذلك حذره من العمل فيها بأي شكل من الأشكال أو الاقتراب منها.
وهو ما أصاب المواطن الضبيبي بالقهر والحسرة والألم، بعد السيطرة على أملاكه وأرضه دونما وجه حق وتسجيلها على الفور باسم أحد القيادات الحوثية دون وجود مصوغ قانوني ظلما وقهرا وعدونا. وبتصرف همجي وفوضوي، قاموا بتجريده من كافة ممتلكاته، ولم يجد الضبيبي من ينصره أو يوقف الحوثيين عن ظلمهم وجورهم.
وبحسب مصادر محلية فإن المواطن اليمني جمال الضبيبي ضاقت به الطرق، وأغلقت كل الأبواب في وجهه، فما كان منه إلا أن أقدم على إحراق نفسه أمام أحد مقرات الحكومة غير المعترف بها دولياً في صنعاء، وذلك احتجاجا على ما تعرض له من ظلم وابتزاز من قبل قيادات حوثية بارزة وعلى مرأى ومشهد للمارة والميليشيات التي كانت حاضرة وقت إحراق نفسه.
أشار المصدر إلى أن المواطن توجه إلى القضاء إلا أن المحكمة رفضت حتى النظر في قضيته أو قبولها. وقال أحد موظفي المحكمة للمواطن عندما أراد إقامة قضية ضد القيادي الحوثي، إنه لا يمكن أن تقيم هذه القضية لأن الحوثيين يمثلون القضاء.
يأتي ذلك في وقت التزم فيه أقرباء المواطن وقبيلته الصمت ولم يجدوا أي وسيلة أو طريقة للحديث مع الحوثيين أو انتقادهم أو حتى اتهامهم بأي تهمة فضلا عن إيقاف تجاوزاتهم.
وبين المصدر أنه تم نقل المواطن جمال الضبيبي البالغ 41 عاما إلى المستشفى الجمهوري لتلقي العلاج بعد إضرام النار في نفسه، إلا أنه توفي متأثرا بجراحه بسبب الحروق الخطيرة التي طالت جسده.