الجنوب يفضح المؤامرة القطرية والتحالف يستعد لإفشالها
رأي المشهد العربي
تشكلت ملامح المؤامرة القطرية في الجنوب بعد أن فشلت في تعطيل الإعلان عن اتفاق الرياض، وبدا أن الدوحة ذهبت إلى خطط بديلة من خلال عرقلة تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع، وحركت أذرعها الإرهابية باتجاه العاصمة عدن وشبوة وأبين لتنفيذ المخطط الذي يستهدف اندلاع حرب بين أبناء الجنوب والمجاميع الإرهابية التي تحاول أن تنشط في الوقت الحالي تحت ذريعة تنفيذ اتفاق الرياض.
لعل ما يخيف الدوحة أنها تكون أمام وعي أبناء الجنوب الذين يفضحون جميع الممارسات التي تجري على أرض الواقع لحظة بلحظة، في حين أن قطر تعول على أن تكون تلك التحركات سرية وتدفع بأذرعها الإرهابية للدخول إلى مناطق الجنوب بزي مدني وتصور الأمر على أنه يأتي في إطار تفاهمات مفاوضات جدة، في حين أن الهدف الأساسي وضع أشواك في طريق الاتفاق لإفشاله.
المؤامرة القطرية بدأت منذ أن أوعزت إلى المدعوين الميسري والجبواني للانقلاب على اتفاق الرياض ومهاجمة التحالف العربي والتحريض ضد المملكة العربية السعودية، واتخذت من المهرة مقراً لانطلاق المؤامرة التي حاولت من خلالها نشر أكاذيب المدعوين على أنها حقائق، ومن ثم خاطبت وزراء آخرين في الشرعية للسير على الطريق ذاته، ومنهم وزير الأوقاف الإخواني الذي حرض على أبناء الجنوب عبر الخطب التي لقنها إلى الحشود الإرهابية في مأرب وحفزها لإعادة قرع طبول الحرب مرة أخرى.
لعل ما يبرهن على أن خيوط المؤامرة نسجها نظام الحمدين في قطر أن جميع العناصر التي تحركت تربطها صلات بتنظيمات إرهابية طالما كانت قطر داعمة وممولة لها منذ فترات طويلة، وكذلك فإن اللقاءات العديدة التي عقدتها مع شخصيات معروفة بعدائها للجنوب في العاصمة العمانية " مسقط " دليل آخر على ذلك، والتي أفرزت عن زج الشرعية بالإرهابي أمجد خالد، المنتمي لتنظيم القاعدة، ليكون ضمن لجانها التي من المفترض أنها ستتولى مسألة إعادة الترتيبات العسكرية في الجنوب وفقاً لبنود اتفاق الرياض.
الأمر لم يقتصر على هذا الأمر فحسب، ولكن الحشود الموجودة في شبوة وأبين والمعروفة بانتمائها لمليشيات الإصلاح (ذراع قطر باليمن) رفضت الانسحاب من المواقع التي تسيطر عليها، وكان مقرراً أن تخلي مناطق تواجدها يوم الأربعاء الماضي، وفقاً لتواريخ اتفاق الرياض، بل على العكس فإن الذي حدث أن هناك حشود جديدة جاءت من مأرب لتؤكد على بقاءها وليس انسحابها.
جميع تلك الممارسات كان تريد قطر أن تجري من دون أن تظهر للعلن، غير أن كشفها أول بأول دفع أذرعها الإعلامية للبحث عن مخرج يمكن النفاذ منه لتبرئة الدوحة، فلجأت إلى سلاح الصور المضللة والأكاذيب المتعمدة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة ورموزها ومحاولة إلصاق الاتهامات بالتحالف العربي، وهو ما ردت عليه الإمارات بحدة، اليوم الثلاثاء على لسان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش.
وانتقد قرقاش، التضليل المتعمد لقناة الجزيرة، بوق النظام القطري، عند تناولها للشأن الجنوبي، وترويجها مزاعم بانتشار الإرهاب في العاصمة عدن، واتهم نظام الحمدين، بجنون العظمة، قائلا: "هي مرحلة ستمضي ومعها حماقات الجيل المشاكس وجنون عظمته"، في إسقاط على طريقة تداول السلطة في قطر.
التحالف العربي يبدو أنه أدرك أبعاد المؤامرة بشكل كامل وقد يكون ذلك أحد المحاور الهامة في زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة غداً الأربعاء، والتي قد يخرج بقرارات قوية للتعامل بحسم مع إرهاب الدوحة.