قصة فتاة إب التي أطلقت الرصاص على الحوثيين
خلَّفت الحرب العبثية للمليشيات الحوثية حالة إنسانية وغضب شديد بين السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وقد تجلّى ذلك في واقعة فتاة في محافظة إب، أطلقت الرصاص على عناصر من الانقلابيين.
تفاصيل هذه الواقعة المثيرة كشفتها مصادر محلية قالت إنّ اثنين من مليشيا الحوثي أصيبا برصاص فتاة تدعى "س م أ" بمديرية السبرة جنوب شرق محافظة إب.
المصادر قالت إنّ إصابة عنصري المليشيات جاءت برصاص الفتاة بعد فرض جبايات وإتاوات مالية على أبيها الذي لم يكن متواجدًا في المنزل أثناء قدوم الحوثيين، حيث قوبلت مطالب عناصر المليشيات بالرفض، الأمر الذي دفعهم لنهب مزرعة "قات" لوالد الفتاة، وهو ما قوبل بالرفض والتصعيد وإطلاق النار عليهم وإصابتهم بجروح مختلفة من قِبل الفتاة.
تكشف هذه الواقعة، حالة الغضب الهائلة التي انتابت قلوب السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، وهي ناجمة عن جرائم بشعة ارتكبها الانقلابيون على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.
وبحسب تقرير مشترك لمنظمة هانديكاب إنترناشونال المتخصصة فى مجال الإعاقة، والمنظمة الدولية للمعوقين، فإنّ الحرب الحوثية تسبّبت في آثار نفسية مرهقة للغاية، وأنّه لا يزال الدعم النفسي والاجتماعي يمثل تحديًّا في منطقة لا تحظى فيه فكرة الضائقة النفسية إلا بمصداقية قليلة.
وذكر التقرير أنَّ فريق المنظمتين قدم الدعم النفسي لأكثر من 16000 شخص، بما في ذلك المستفيدون المباشرون من جلسات إعادة التأهيل والقائمين على رعايتهم، ويُخطِّط الفريق لتدريب أكثر من 400 عامل صحي لعلاج الأشخاص الذين يعانون من صدمة جسدية ونفسية شديدة، مع ازدياد المحتاجين للدعم النفسي في صنعاء.
وأكّد التقرير أنَّ هناك تدفقًا مستمرًا للمرضى من الأشخاص المصابين في النزاع أو حوادث السيارات، إلى كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى رعاية إعادة التأهيل، وكثير من الناس يحتاجون إلى المساعدة بسبب الفوضى العارمة الناجمة عن الحرب الحوثية.
وتسبّب الحوثيون في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.
وكشف إحصاء دولي جديد عن حجم المأساة الإنسانية المروّعة الناجمة عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية، لا سيّما فيما يتعلق بالحالة الصحية لملايين الأطفال.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ أربعة ملايين طفل وُلِدوا منذ بداية الحرب، في الوقت الذي تمّ تسجيل 51% فقط من المرافق الصحية التي ما زالت قيد العمل.