كوليرا المليشيات.. مليون صرخة في وجه الحوثي
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، شهد القطاع الصحي تدهورًا حادًا، انتشرت على إثره كثيرٌ من الأمراض الفتاكة.
أحد هذه الأمراض التي تفشّت كثيرًا خلال سنوات الحرب هو الكوليرا، وقد أعلنت الأمم المتحدة أنَّ أكثر من مليون حالة يشتبه في إصابتها بهذا المرض، تم الإبلاغ عنها منذ عام 2018.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنّها ساعدت مع شركائها العام الحالي في تعليم أكثر من 27 ألفًا من اللاجئين واليمنيين حول حماية أنفسهم من الكوليرا، وكيفية التصرف عند ظهور أعراض المرض.
وأضافت أنَّه تمّ الإبلاغ عن وجود أكثر من مليون حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في اليمن منذ عام 2018، دون أن تتطرق إلى تفاصيل أخرى حول الأمر.
هذه الإحصائية جاءت بعد أيام قليلة مما أعلنته منظمة الصحة العالمية في مطلع شهر نوفمبر الجاري، بأنَّ عدد حالات الإصابة بالكوليرا بلغت مليونين و36 ألفًا و960 حالة منذ أكتوبر 2016 وحتى أغسطس 2019.
والكوليرا مرض يُسبِّب إسهالًا حادًا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يتلق العلاج. كما أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وتقل أعمارهم عن خمس سنوات معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة.
وفي وقتٍ سابق، اتهمت مصادر طبية، مليشيا الحوثي بالتسبب في عودة الكوليرا إلى مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها بسبب الإهمال ومساهمتها في تدمير شبكات الصرف الصحي وسرقة المعونات الطبية الدولية.
كما أنّ المليشيات الحوثية متهمة بتدمير شبكات الصرف الصحي في صنعاء، ما ساهم في طفح مياه المجاري إلى الشوارع الرئيسية متسببًا في توفير بيئة مناسبة لتفشي الوباء.
ومن بين أسباب تفشي مرض الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين هو نقص وغلاء مياه الشفة، حسبما أعلنت المسؤولة عن البعثة اليمنية في منظمة "أطباء العالم" وفاء السعيدي.
وكانت إمدادات صنعاء بالمياه صعبة قبل اندلاع الحرب الحوثية التي فاقمت هذا الوضع، لا سيّما أنّ عدد السكان زاد أكثر من الضعف مع تدفق النازحين.
المسؤولة قالت إنّ صنعاء من بين الأكثر خطورة في العالم بانقطاع المياه نهائيًّا فيها، وإنّ المخاطر كبيرة ويجمع الخبراء على ذلك، وأضافت: "الموارد المائية تتراجع والاستهلاك يزداد، بالتالي على غالبية سكان صنعاء شراء الماء من جهات خاصة تنقل المياه بشاحنات صهريج، عندما يكون هناك نقص في الوقود ترتفع الأسعار".
وأضافت أنّ أسرتها المقيمة في صنعاء تضطر لشراء صهريجين من مياه الشفة شهريًّا بسعر 40 دولارًا لثلاثة آلاف لتر، وتابعت: "ننظم حملات للوقاية من الكوليرا ونقول للناس إنه يجب غسل الأيدي و"يجيبوننا نعلم ذلك لكن ليس لدينا ماء.. فنعود باستمرار إلى مستشفياتكم لإصابتنا بالكوليرا".
واستطردت: "قال لي رجل سعر الشاحنة الصهريج ضعف راتبي عندما كان لدي راتب.. كيف تريدونني أن أعلم أولادي أن يغسلوا أيديهم؟".
وشح مياه الشفة أسوأ في الأرياف حيث يضطر السكان إلى حفر آبار أعمق ليعثروا على "مياه قذرة".