خديعة الإصلاح في ترتيبات اتفاق الرياض
رأي المشهد العربي
فيما مثَّل اتفاق الرياض هزيمة مدوية لحزب الإصلاح الإخواني وأجندته الإرهابية، فقد عمل هذا الفصيل بشكل متواصل على إفشال هذا المسار، في محاولة لإنقاذ مستقبل الحزب سياسيًّا وعسكريًّا في المرحلة المقبلة.
إحدى صور تلاعب "الإصلاح" باتفاق الرياض يتمثَّل في بند تسليم الأسلحة، حيث يحاول الحزب الإخواني حصرها لسلطة الشرعية في إطارها الراهن، على الرغم من أنّه يفترض في بادئ الأمر تأسيس هيكل أمني للقوات الأمنية والعسكرية.
هذه المحاولة الإخوانية لتسليم الأسلحة لـ"الشرعية" تأتي بسبب سيطرة حزب الإصلاح على أغلب القطاعات الأمنية، وأنّ أغلب الفصائل العسكرية التابعة للشرعية هي في الأساس موالية لحزب الإصلاح الإخواني.
خطة "الإصلاح" في هذا الصدد، تستهدف العمل على حفظ نفوذ الحزب الإخواني في مرحلة ما بعد الاتفاق، ليضمن هذا الفصيل الإرهابي أن يكون له نفوذ كبير في المرحلة المقبلة، تعمل على تحقيق مصالحه على مدار الوقت.
هذه المؤامرة الإخوانية تستدعي اتخاذ الحيطة والحذر من التصعيد المتوقع في الفترة المقبلة، وتفويت الفرصة أمام حزب الإصلاح من أن يمارس إرهابه الغاشم ضد الاتفاق على مدار الوقت.
في مقابل هذا العبث الإخواني، فإنّ القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، تبدي التزامًا كاملًا ببنود الرياض، وذلك تقديرًا للتحالف العربي ورعاية المملكة العربية السعودية لهذه الخطوة، بالإضافة إلى أهمية الاتفاق فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما تعرّضت هذه البوصلة للتشويه على مدار الأشهر وربما السنوات الماضية من قِبل "إخوان الشرعية".
وبينما تمثّل التحركات الإخوانية على الأرض ما يمكن اعتباره انقلابًا وتمرُّدًا على بنود اتفاق الرياض، في محاولة من قِبل حزب الإصلاح لإنقاذ مستقبله السياسي والعسكري، إلا أنّ القيادة السياسية الجنوبية تتعامل مع "الاستفزاز الإخواني" بمزيدٍ من الهدوء وكثير من ضبط النفس.