المنصب الرفيع يفضح التقارب الحوثي الإخواني في تعز.. ما القصة؟

الأربعاء 27 نوفمبر 2019 20:23:00
"المنصب الرفيع" يفضح التقارب الحوثي الإخواني في تعز.. ما القصة؟

تُمثِّل العلاقات سيئة السمعة التي تجمع بين المليشيات الحوثية ونظيرتها الإخوانية، طعنة كانت شديدة الغدر من قِبل حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي بالتحالف العربي، بعدما توارى حزب الإصلاح وراء عباءة الشرعية وارتمى في أحضان الانقلابيين.

ففي حلقة جديدة من التقارب بين هذين الفصلين الإرهابيين، أصدرت مليشيا الحوثي قرارًا بتعيين قيادي بحزب الإصلاح في منصب رفيع بمحافظة تعز، حيث قالت مصادر "المشهد العربي" إنَّ القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى أصدر قرارًا بتعيين القيادي الإصلاحي مارش عبدالجليل نصر وكيلاً لمحافظة تعز.

"عبدالجليل" الذي يرأس حاليًّا حزب الإصلاح في مديرية الرونة بشرعب كان ممثلًا للحزب الإخواني في مجلس النواب عن مديرية الرونة بتعز، قبل أن يفقد مقعده في أخر انتخابات برلمانية.

وكان "المشهد العربي" قد كشف في وقتٍ سابق، عن عقد لقاءات بين قيادات حوثية وإصلاحية في تعز بقيادة القيادي الحوثي والمشرف الأمني للحوثيين في مديرية الرونة علي القرشي.

وهناك كثيرٌ من الصور للعلاقات الحوثية الإخوانية، ويمثل تبادل الأسرى أهم أشكال هذه العلاقات سيئة السمعة، فقل أيام عقدت المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع المليشيات الحوثية، وذلك في إطار التقارب الكبير بينهما خلال الفترة الأخيرة، حيث أعلنت جهات تابعة لمليشيا الحوثي تحرير عدد من أسرى قواتهم في عملية تبادل ببعض الجبهات الداخلية.

الصفقة الحوثية الإخوانية جرى خلالها الإفراج عن 6 أسرى حوثيين بجبهتي تعز ومأرب، حيث اتفق الطرفان على إتمام الصفقة الجديدة بوساطات محلية تتبع مليشيا الإخوان في مأرب.

وكانت مليشيا الحوثي قد أعلنت 11 نوفمبر الجاري، تسلّم عشرة من أسراها، في عملية تبادل أسرى مع حزب الإصلاح الإخواني بمحافظة الجوف، بما يُعزِّز العلاقات بين المليشيات الحوثية وإخوان الشرعية، الذين يُسيطرون على مجاميع مسلحة، ألحقها حزب الإصلاح فيما أسماه "الجيش الوطني".

وكثيرًا ما فُضِح أمر العلاقات سيئة السمعة بين المليشيات الحوثية ونظيرتها الإخوانية، على النحو الذي طعن به "إخوان الشرعية" التحالف العربي من الظهر، بعدما ارتمى حزب الإصلاح في أحضان المليشيات الانقلابية الموالية لإيران.

ولوحظ في الفترة الأخيرة تكثيف التقارب بين الحوثيين والإصلاح لا سيّما بعد التوقيع على اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، حيث حاولت المليشيات الإخوانية ونظيرتها الحوثية إفشال هذا الاتفاق بسبب آثاره الكبيرة التي تطالهما.

ولعل التبادل الأشهر للأسرى بين الحوثيين والإصلاح، تمَّ في منتصف أكتوبر الماضي، عندما أفرجت مليشيا الحوثي، عن عشرة عناصر إخوانية بينهم خمسة كانوا معتقلين منذ نحو ثماني سنوات على خلفية محاولة اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح في تفجير جامع النهدين عام 2011.

وتضمنت قائمة العشرة المفرج عنهم، عبدالله سعد الطعامي، ومحمد أحمد علي عمير، وغالب العيزري، وإبراهيم احمد الحمادي، وشعيب محمد البعجري، وحباري الاعوج، وحصن علي الاهجري، وهلال عكروت، وفواد الكبودي، وصالح علي أحمد البهلوي.

فيما أفرجت المليشيات الإخوانية عن 14 حوثيًّا، هم عبدالله محمد محمد المزيجي، ونايف محمد حميد صالح النجار، ويحيى محمد مصلح صالح المغربي، وعبدالحميد عبدالله حسين عامر، وعبدالقادر محمد إسماعيل عثمان الوزير، وعلي علي حسين علي صالح البحر، وحامد محمد سعد علي المنتصر، وبدر علي محمد حصن، وصلاح سعد صالح علي العفيري، وعز الدين يحيى بازل، وفارس محمد فارس الحمزي، وهاشم المتوكل، وعلي صالح الصوفي، ومحمد علي السراجي.

هذا التطور النوعي في العلاقات الحوثية الإخوانية، حمل الكثير من الدلالات، لا سيّما بالنظر إلى تزامنه مع اتفاق الرياض الذي يعتبر استئصالًا لنفوذ حزب الإصلاح سياسيًّا وعسكريًّا، كما يعتبر نقطة ضبط للحرب على المليشيات الحوثية، التي شوَّه مسارها حزب الإصلاح الإخواني.

التعاون والتنسيق بين إخوان الشرعية والمليشيات الحوثية تطرَّق إلى مختلف المجالات؛ تأكيدًا على حجم المصالح المتبادلة بينهما، وهو ما كبَّد التحالف العربي مسؤولية تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا بعد كل هذه الخيانات الإخوانية.

ومن بين أحدث حلقات هذا التقارب، اتفق حزب الإصلاح، المخترق لحكومة الشرعية، مع المليشيات الحوثية على وقف العمليات العسكرية بشكل رسمي من خلال الحديث عن ضرورات إنسانية، وفيما يتعلق بالحديث عن فتح طريق الحوبان الحوض شمالًا وطريق غراب بيرباشا غربًا.

الاتفاق نصّ على أن تعلن مليشيا الحوثي فتح الطرق ونزع الألغام مقابل إعلان قوات "إخوان الشرعية" - مليشات الإخوان الإرهابية - في تعز وقف العمليات العسكرية في جبهات مسار الطرقات التي سيتم فتحها، كما يتضمّن الاتفاق فتح طريق الحوبان جولة القصر الحوض شمالاً وطريق الغرب غراب الأربعين غربًا، مما يعني إيقاف "الإصلاح" العمليات العسكرية بشكل معلن ورسمي من قبل قوات الشرعية - مليشات الإخوان الإرهابية - في تعز وانتهاء ما تسمى بمعارك تحرير تعز والتي يتغنى بها "الإصلاح".