معتقلون بلا ذنب.. مطالب بصرف الرواتب تُضاعف القهر الحوثي
تواصل المليشيات الحوثية قمع أي معارضين لها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لا سيّما أولئك الذين يطالبون بصرف رواتبهم المنقطعة.
ففي محافظة صنعاء، أقدم الحوثيون على اعتقال أي موظف يطالب بصرف الرواتب، حيث قام عناصر المليشيات وبعض الموالين لهم في المؤسسات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بالإبلاغ عن العشرات من الموظفين المطالبين برواتبهم والذين تم اعتقالهم خلال الآونة الأخيرة.
وتعرَّض عشرات الموظفين الذين طالبوا من المسؤولين المعينين من قبل المليشيات بصرف رواتبهم المنقطعة منذ أكثر 4 سنوات، للاعتقال ومن ثم تم اقتيادهم إلى جهة غير معروفة والزج بهم في سجون سرية.
وأقدمت المليشيات على اعتقال الموظفين ووجّهت لهم تهمًا بينها أنّهم "طابور خامس" و"محرضون" بذريعة دعوتهم الموظفين للانتفاض ضدها بعد امتناعها عن صرف مرتباتهم.
وارتكبت المليشيات الحوثية كافة صنوف الانتهاك على مدار سنوات الحرب، مُخلِّفةً وراءها بؤسًا حادًا، ولا تقتصر المعاناة الناجمة عن الحرب الحوثية على الإرهاب الفتاك وحسب، بل تسبَّبت المليشيات جرّاء حربها العبثية في أزمة نفسية شديدة البشاعة.
منظمتا هانديكاب إنترناشونال المتخصصة فى مجال الإعاقة، والمنظمة الدولية للمعوقين قالتا – في تقرير – إنَّ الحرب الحوثية تسبّبت في آثار نفسية مرهقة للغاية، وأنّه لا يزال الدعم النفسي والاجتماعي يمثل تحديًّا في منطقة لا تحظى فيه فكرة الضائقة النفسية إلا بمصداقية قليلة.
وذكر التقرير أنَّ فريق المنظمتين قدم الدعم النفسي لأكثر من 16000 شخص، بما في ذلك المستفيدون المباشرون من جلسات إعادة التأهيل والقائمين على رعايتهم، ويُخطِّط الفريق لتدريب أكثر من 400 عامل صحي لعلاج الأشخاص الذين يعانون من صدمة جسدية ونفسية شديدة، مع ازدياد المحتاجين للدعم النفسي في صنعاء.