المسافة صفر.. كيف أفشلت القوات الجنوبية تقدم الحوثيين في الضالع؟
واصلت القوات الجنوبية التصدي ببسالة لمحاولات المليشيات الحوثية التقدم صوب مناطق الجنوب، وقد كرَّس الجنوبيون دروسًا عظيمة في الدفاع عن الوطن، لا سيّما في محافظة الضالع.
الساعات الماضية شهدت تطورات ميدانية مهمة، حيث اندلعت اشتباكات في مختلف النقاط المحورية والجبهات القتالية شمال وغربي محافظة الضالع، تركزت في جبهة الفاخر الاستراتيجية واستخدمت فيها المدفعية وأسلحة الدروع، وذلك في أهم أحداث الموقف العسكري الذي شهدته جبهات الضالع.
وصرّح مصدر ميداني في اللواء الرابع مقاومة جنوبية المرابط في لكمة عثمان الاستراتيجية جنوبي مدينة الفاخر بأنّ قوات اللواء مسنودة بوحدات من الحزام الأمني وتشكيلات عسكرية أخرى أفشلت تسللًا لمليشيا الحوثي في محيط بلدة مرخزة، الواقعة ضمن نسق الجبهة الأول مكبدة المليشيات الحوثية خسائر جديدة.
وشهدت جبهة بتار تبادلًا للاشتباكات المتقطعة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة بين القوات الجنوبية ومليشيا الحوثي المتمركزة في منطقة الشامرية، وسط أنباء عن مواصلت المليشيات استقدام تعزيزات كبيرة.
وقال القائد الميداني في كتائب الشوبجي إسماعيل الأعجم إنَّ كتائب الشوبجي تلقّت معلومات من مصادر موثوقة عن قيام المليشيات بحشد كبير لمسلحيها في حبيل يحي، باتجاه قرية لقروض والثوخب.
وأضاف الأعجم أنّ عملية التحشيد المليشياوي سبقتها قيام مليشيا الحوثي بمناوشات متقطعة بالأسلحة الرشاشة والخفيفة بين الجانبين، هدفت من وراءه ذلك إيصال تعزيزاتها لمواقعها الأمامية، حيث تمّ رصد وصول طقمين عسكرين أحدهما ديشكا تم إنزاله في موقع الموصلية المحاذي لمنطقة الشامرية.
على جانب آخر، أوضح القائد الميداني في ألوية المقاومة الجنوبية مروان العشوي أنّ المليشيات واصلت عملية تمهيد ناري تحضيرًا لهجوم واسع في منطقة الحرة بهدف الالتفاف على مواقع المقاومة في قرية الأقروض والثوخب.
يأتي ذلك في وقت تفيد فيه معلومات استخباراتية وجود تجمعات لمسلحي المليشيات الحوثية في المنطقة المحاذية لمنطقة الجواسية، ما يوحي أنّها تُحضِّر لهجوم واسع في جميع الجبهات.
وواصلت وحدات المدفعية التابعة لألوية المقاومة الجنوبية وقوات اللواء السابع صاعقة تنفيذ عملياتها الاستباقية صوب تحصينات عسكرية وأهداف مليشياوية شمالي وغربي محافظة الضالع.
وكشفت مصادر مطلعة في جبهة الضالع عن وصول تعزيزات حوثية جديدة تمثلت بناقلتي وذخائر نوع "دينا" تمّ رصدها وهي في طريقها من دمت إلى جبهة مريس التي تتمركز فيها قوات اللواء "الثاني" مقاومة، وعدد من الوحدات العسكرية الأخرى والتي شهدت هدوءًا حذرًا نسبيًّا في تفاصيل الموقف العسكري.
وردَّت المليشيات الحوثية على خسائرها الضخمة التي منيت بها أمام القوات الجنوبية في محافظة الضالع التي كثرت في الفترة الماضية، عبر تصعيد استهداف المدنيين.
المليشيات الحوثية أقدمت على اعتقال عدد من أبناء مديرية الحشاء بتوجيهات من المشرف الأمني للحوثيين بمحافظة الضالع، حيث قالت مصادر محلية إنَّ مسلحي الحوثي استوقفوا ثلاثة مواطنين في نقطة حبيل الذرية القريبة من مدخل محافظة الضالع وقاموا باقتيادهم إلى مكان مجهول.
وأضاف المصدر أنَّ المختطفين هم مسعد عبدالله الحاج، عبده لطف حس، محمد صالح محسن، من أبناء قرية المسدارة الواقعة في منطقة جبل الأحذوف.
وجاءت هذه الاعتقالات بتوجيهات من المشرف الأمني للمليشيات الحوثية بالضالع المدعو عبداللطيف الشغدري المعين من قبلها مديرًا للأمن والذي وجه بفرض حصار على مديرية الحشاء ومنع المواطنين من الوصول إلى المحافظات الجنوبية.
القوات الجنوبية تُحقِّق يومًا بعد يوم انتصارات خالدة على الحوثيين، تبرهن على وقوف الجنوب في خندق واحد إلى جانب التحالف العربي في مجابهة المليشيات، في تأكيد للالتزام السياسي الجنوبي بعد المشاركة الفاعلة للمجلس الانتقالي في محادثات جدة التي أفضت إلى اتفاق الرياض التي هدفت إلى ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين.
يأتي ذلك على عكس المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، المُرتمية في أحضان الانقلابيين المدعومين من إيران، وقد تسبّبت هذه العلاقات في إطالة أمد الحرب وعرقلة حسم التحالف العربي لها.