خلايا الحوثي والإصلاح.. تسريب إرهابي يستهدف إفشال اتفاق الرياض
فور التوقيع على اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر الجاري بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، عمل حزب الإصلاح الإخواني المخترق للحكومة على إفشال هذا المسار، وقد لجأ في ذلك إلى تكثيف تقاربه وتعاونه مع المليشيات الحوثية.
التقارب الحوثي - الإخواني استهدف إشعال الفوضى في أراضي الجنوب، وذلك من خلال زرع خلايا إرهابية تعمل على إشعال الأرض وتأزيم الموقف على النحو الذي يؤدي إلى تصعيد عسكري يؤدي إلى إفشال اتفاق الرياض.
وتسعى المليشيات الإخوانية لتسريب خلايا إرهابية إلى العاصمة عدن بالتنسيق مع المليشيات الحوثية، بهدف تنفيذ عمليات فوضى وتخريب واغتيالات وتفجيرات، وذلك بعد التفاهمات الحوثية الإخوانية التي تمّت مؤخرًا في محافظة تعز.
ونُسِب إلى مصادر عسكرية القول إنَّ العديد من العناصر والخلايا الإرهابية التي شاركت في مخطط اجتياح الجنوب في أغسطس الماضي، هربت إلى تعز وشبوة عقب فشل المخطط وتأمين عدن وأبين، ومنذ ذلك الوقت تم تجميعها وتدريبها في تعز على وجه الخصوص، ضمن المليشيات الإخوانية.
وأضافت المصادر أنّ تحركات مشبوهة تمَّ رصدها في محافظة تعز الشمالية لمليشيا الإخوان، وضمنها خلايا إرهابية، تتأهب للدخول إلى العاصمة عدن بلباس ما يُسمى الجيش الوطني، والبحث عن مطالب حقوقية من الحكومة المتواجدة في عدن.
وتحاول المليشيات الإخوانية استغلال تنفيذ اتفاق الرياض، من أجل تسريب تلك الخلايا الإرهابية إلى العاصمة عدن، لا سيّما في ظل الضغوط التي يمارسها التحالف العربي من أجل تنفيذ الاتفاق وسحب مليشيا الإخوان من شبوة وأطراف أبي، وبالتالي لجأ الإخوان لمخطط تسريب الخلايا الإرهابية.
التحركات العسكرية الإخوانية التي كثرت في الأيام الماضية في أكثر من منطقة جنوبية مثّلت ما يمكن اعتباره انقلابًا وتمردًا على بنود اتفاق الرياض، في محاولة من هذا الفصيل الإرهابي المسيطر على حكومة الشرعية لإنقاذ مستقبله السياسي والعسكري.
ويقضي اتفاق الرياض بتشكيل حكومة جديدة كما ينص على سحب كافة القوات التي تحرّكت إلى الجنوب في الفترة الماضية، وهو ما يُشكل هزيمة مدوية على الصعيدين السياسي والعسكري لحزب الإصلاح، الذي حاول استمرار فرض هيمنته على الحكومة، كما عمل على نشر عناصره ضمن ما يُسمى الجيش الوطني من أجل تنفيذ أجنداته التي تعادي الجنوب في المقام الأول.
في الوقت نفسه، فإنّ اتفاق الرياض يستهدف كذلك ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بعدما شوَّهها حزب الإصلاح على مدار السنوات الماضية، وهو ما كبّد التحالف تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا.
يُشير ذلك إلى حجم الخسائر التي رافقت المليشيات الإخوانية وشقيقتها الحوثية بعد التوقيع على اتفاق الرياض، وهو ما قاد إلى محاولات مستمرة منهما لإفشال هذا المسار بأي ثمن، وقد عزَّزا من تقاربهما وتنسيقهما في هذا السياق بغية تحقيق هذا الهدف.