التحالف ووصول الأسرى الحوثيين.. طائراتٌ تحمل رسالة سلام
برهن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، على حرصه على تحقيق السلام، عبر اتخاذ خطوات على الأرض يُنظر إليها بكثير من التفاؤل باعتبارها خطوات فاعلة نحو حل الأزمة.
ظهر اليوم الخميس، وصلت إلى مطار صنعاء، ثلاث طائرات تقل أسرى حوثيين، حيث قالت مصادر "المشهد العربي" إنّ الطائرات الثلاث تقل 128 أسيرًا حوثيًّا ومسئولين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وتعد هذه أول دفعة من أصل 200 أسير حوثي أعلن التحالف الإفراج عنهم.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر باليمن أكّدت إعادة الأسرى الحوثيين الـ128 من السعودية إلى صنعاء،ورحّبت اللجنة بهذه الخطوة، وشدَّدت على أهميتها من أجل الاعتبارات الإنسانية ومراعاة لظروف العائلات التي تنتظر لقاء أبنائها وعودتهم إلى منازلهم.
في سياق متصل، رحّب المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث، بخطوة التحالف العربي بإطلاق سراح 200 أسير حوثي.
وأعرب جريفيث، خلال لقائه مع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان ، عن شكره للملكة العربية السعودية للإعلان عن إطلاق سراح 200 أسير حوثي وفتح مطار صنعاء لنقل المرضى من صنعاء إلى عدة دول أخرى لتلقى العلاج.
وكان التحالف قد أعلن قبل يومين، عن تسيير رحلات جوية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، لنقل المرضى من صنعاء إلى عدة دول أخرى لتلقى العلاج.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف العربي، العقيد الركن تركي المالكي، إنّ التحالف حرص على مواصلة دعم جهود حل الأزمة في اليمن والدفع باتفاق "ستوكهولم" بما في ذلك الاتفاق المتعلق بتبادل الأسرى.
ما أقدم عليه التحالف، يمثل بادرة نحو التوصّل إلى حلحلة سياسية، يحرص عليها التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وذلك بغية إنهاء الحرب حرصًا على انتشال الملايين من الآثار المروعة الناجمة عن الحرب الحوثية، القائمة منذ صيف 2014.
وتسبّب الحوثيون في أزمة إنسانية قاتمة بالمناطق الخاضعة لسيطرتهم، وهي حالة بشعة وثّقتها التقارير والإحصاءات الدولية، دون أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات رادعة على الأرض، يوقف هذا الإرهاب الحوثي الفتاك.
وقبل أيام، وخلال جلسة عقدها مجلس الأمن بشأن الأزمة في اليمن، أكّدت مساعدة السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أورسولا مولر تزايد العنف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، ونبهت إلى زيادة وتيرة العنف بمناطق خاضعة للمليشيات، مشيرةً إلى أنّ هناك نهبًا واحتلالًا لمرافق العاملين بالمنظمات الإنسانية.
ودعت مجلس الأمن الدولي، إلى تحقيق خمس خطوات أساسية لتهيئة الظروف لانهاء الصراع في اليمن، وتشمل احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، والوصول الإنساني دون قيود وتمويل خطة الأمم المتحدة الإنسانية ودعم الاقتصاد وتحقيق تقدم نحو الحل السياسي.
تصريحات المسؤولة الأممية تتضمَّن إقرارًا أمميًّا بهول الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، والمأساة المروِّعة التي خلّفتها الحرب العبثية، إلا أنَّ المجتمع الدولي يظل متهمًا بصمته القاتل عن الإرهاب الحوثي الفتّاك الذي تسبّب في أزمة إنسانية غير مسبوقة.
إزاء ذلك، فإن الخطوة الإنسانية التي أقدم عليها التحالف العربي تمثل مرحلة أولى في سبيل البحث عن إنهاء الحرب المستعرة منذ صيف 2014، وبات الآن الدور على الحوثيين ليبرهنوا على نفس الرغبة.
لكنّ اللافت هذه المرة هو أنّ الإفراج عن الأسرى لا يتم بالتبادل، بمعنى أنّها خطوة من جانب التحالف العربي، وهي تؤكّد على صدق النوايا نحو حل الأزمة وإنهاء الحرب.