لماذا استعرت الاعتقالات الحوثية في جامعة صنعاء؟
واصلت مليشيا الحوثي التنكيل بمعارضيها تخوفًا من اندلاع احتجاجات ضدها، في ظل تصاعد الغضب من إرهابها الغاشم من جانب والمعاناة الإنسانية التي تسبّبت فيها.
المليشيات نفّذت خلال اليومين الماضيين، حملة اختطافات في صفوف طلاب وطالبات جامعة صنعاء، وعدد من المدنيين في مختلف المحافظات في إطار مخاوفها من تحركات غاضبة ضدها، على غرار الاحتجاجات التي تسود في لبنان والعراق وإيران.
وقالت مصادر طلابية في صنعاء إنَّ المليشيات اعتقلت عشرات الطلاب في الجامعة بتهمة تشكيل تكتل طلابي مناهض للتدخل الإيراني وفضح فساد الانقلابيين، ورفض سياسة التجويع التي تمارس ضد السكان.
وأضافت المصادر أنّ المليشيات اقتحمت كليات التجارة والآداب والتربية والإعلام، واعتقلت عددًا من الطلاب، فيما وضعت طلابًا آخرين تحت الرقابة، وتقوم بالتجسس عليهم ومراقبة تحركاتهم ولقاءاتهم بعد أن جندت عدداً من زملائهم الموالين للحوثي للقيام بهذه المهمات والوشاية بأي طالب يتحدث عن هذا التكتل.
وكانت المليشيات الحوثية قد اختطفت أمس الأول الثلاثاء، طلابًا من كلية التجارة، كانوا في اجتماع لمناقشة آلية إعداد بحوث مشتركة وتقسيم المهام والتكاليف بينهم بعدما وشى بهم أحد زملائهم بأنهم يتحدثون عن تكتل رافض للحوثيين.
وداهمت عناصر نسائية حوثية مدعومة بعدد من المسلحين - الثلاثاء - منزل إيمان البشيري وسط صنعاء واقتادتها إلى جهة مجهولة، كما اختطفت مواطن وزوجته في شارع تعز في صنعاء.
استعار حملات الاعتقالات والاختطافات من قِبل الحوثيين في هذا التوقيت تبرهن على حجم المخاوف الهائلة التي تنتاب الانقلابيين من اندلاع موجات احتجاج ضد المليشيات، على غرار ما تشهده لبنان وإيران والعراق من مظاهرات.
وكانت المليشيات الحوثية، ممثلة في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بحكومة الانقلابيين غير المعترف بها، قد اتخذت قرارات وإجراءات غير معلنة، تقضي بقطع الإنترنت والمكالمات الدولية في حال اندلعت احتجاجات ضدها في شهر ديسمبر المقبل.
وعقدت القيادات الحوثية التي تسيطر على الوزارة والمؤسسات التابعة لها، سلسلة اجتماعات منذ مطلع نوفمبر الجاري لتدارس الإجراءات الاحترازية المطلوب اتخاذها لمواجهة أي احتجاجات.
وألزمت القيادات التابعة لها في وزارة الاتصالات ببحث الإجراءات الواجب اتخاذها في حال انتقال الاحتجاجات من إيران ومناطق نفوذها في العراق ولبنان إلى مناطق سيطرة الانقلابيين الحوثيين في اليمن باعتبارهم امتدادًا للنفوذ الإيراني في المنطقة.
وأفضت اجتماعات قيادات المليشيات لإقرار تشديد إجراءات الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي والتجسُّس على مستخدمي الإنترنت ومضاعفة عمليات التنصت على كل المكالمات الهاتفية خلال هذه الفترة كإجراءات احترازية مسبقة، على أن يتم تنفيذ إجراءات مشددة عقب بدء خروج أي تظاهرات منها قطع الانترنت على غالبية المستخدمين بمن فيهم منازل المناوئين لها، والإبقاء على خدمة الإنترنت للقيادات الحوثية والجهات ووسائل الإعلام التابعة للميليشيا.