قنبلة صافر الحوثية.. أكثر من مجرد خزان
عادت التحذيرات الدولية بوضع ناقلة النفط "صافر" التي ترسو في الحديدة منذ فترة طويلة، وباتت رهن التفجير بين لحظةٍ وأخرى.
التحذير هذه المرة ورد على لسان مدير دائرة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية النمساوية توماس نادر، الذي عبّر عن قلق بلاده من استمرار عدم السماح لفريق الأمم المتحدة من الوصول إلى الخزان النفطي "صافر" قرب الحديدة، مؤكّدًا في الوقت نفسه دعم بلاده لكل خطوات تحقيق السلام في اليمن.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في أكتوبر الماضي، أنّ الحوثيين منعوا فريقًا أمميًّا من فحص الناقلة "صافر" التي ترسو منذ 2015 بلا صيانة، وتشكل تهديدًا خطيرًا للبيئة، على الرغم من مشاورات جرت مع المليشيات.
وتتزايد المخاوف من تراكم الغازات في صهاريج السفينة، وهو ما قد يُعجِّل بانفجارها، وسط خلافات حول ما يجب القيام به بخصوص السفينة وحمولتها.
ترسو الناقلة على بعد كيلومترات من ميناء رأس عيسى شمال محافظة الحديدة في البحر الأحمر، وتضم أكثر من مليون برميل من النفط عرضة لخطر كبير بسبب تآكلها، وعلى الرغم من انقطاع الإنتاج الناجم عن الصراع، يُعتقد أنّ بالناقلة تحمل حوالي 1,14 مليون برميل من النفط الخام، هي كمية تمثل أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت من ناقلة "إكسون فالديز"، في العام 1989، التي تعدّ إحدى أسوأ الكوارث البيئية.
وفي وقتٍ سابق، صرّح المنسق الأممي لوكوك بأنّ مليشيا الحوثي سبق أن رفضت منح تصاريح لزيارة السفينة، وطالب الانقلابيين بضمانات لتمكينهم من التحكم في عائدات النفط على الناقلة بقيمة 80 مليون دولار.
إمكانية حدوث كارثة بيئية أمر وارد بقوة، وعدم القيام بعملية تفتيش للسفينة من قبل فريق أممي من بين المسائل التي تبعث على القلق، لذلك يجب الإسراع في العملية، لتحديد حجم المخاطر.
وأيّ انفجار قد يحدث في الفترة المقبلة، من شأنه أن يتسبب في تسرب النفط، وهو ما سيؤثر بشكل سلبي على البيئة البحرية والتنوع البيولوجي في البحر الأحمر، الذي يعدّ موطن الشعاب المرجانية، وسيعيق النزاع في اليمن جهود احتواء أي كارثة بيئية قد تحدث.
وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أورسولا مولر قد أكّدت خلال إحاطتها بمجلس الأمن، في 22 نوفمبر الجاري، أنّ المليشيات الحوثية تواصل إعاقة وصول الفنيين التابعين للأمم المتحدة لخزان صافر النفطي لتقييم الأضرار تمهيدًا لإصلاحها، مشددة على أهمية ترميم الخزان لمنع حدوث كارثة بيئية وإنسانية خطيرة.
وعلى الرغم من كل هذه التحذيرات، إلا أنّ الأمر يقتصر على مجرد بيانات إدانة، حيث أنّ المجتمع الدولي ممثلًا في الأمم المتحدة، يقف عاجزًا أمام هذه الجرائم الحوثية، ولم يتخذ إجراءات رادعة على الأرض توقف كل هذا العبث.