طائفية إخوانية بشعة ضد علم الجنوب.. لماذا كل هذا الرعب؟
يبدو أنّ علم الجنوب سيُظل سببًا في انتهاكات إخوانية ضد الشعب الجنوبي، وهو ما يفضح طائفية بشعة يُمارسها حزب الإصلاح.
ففي اعتداء جديد، هدّدت المليشيات الإخوانية بمحافظة حضرموتـ مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية حورة وادي العين بالاعتقال حال لم ينفذ أوامر قائد نقطة "جسر حورة"، بإنزال علم الجنوب من مدارس المنطقة.
وكشف بلاغ موجه لوكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء، فإن قائد نقطة الجسر التابعة للمنطقة العسكرية الأولى طلب من مدير مكتب التربية بـ"حورة " خالد مبارك باخلعة، إنزال أعلام الجنوب، وهدده بالاعتقال حال لم ينفذ.
وإثر ذلك، نفّذ طلاب المدارس في حورة وقفات تضامنية مع مدير مكتب التربية، ونددوا بالتهديدات التعسفية بحق "باخلعة"، كما طالبوا بإخراج هذه العناصر المسلحة من المنطقة.
ليست هذه الواقعة الأولى التي يكون بطلها علم الجنوب، فقبل نحو أسبوع اعتقلت مليشيا الإخوان، شابًا من أهالي مديرية ميفعة بمحافظة شبوة، خلال مروره بإحدى نقاط التفتيش لحيازته علم الجنوب في سيارته.
وصادرت مليشيا الإخوان متعلقات الشاب عبدالرحمن محمد ناصر باقادر، وعمره 19 عامًا، بعد عثورها على علم الجنوب في سيارته، فيما قالت مصادر إنّ عناصر المليشيات اقتادت الشاب باقادر، وأجبرته على فتح جواله وفحصه.
ويومًا بعد يوم، تثبت مليشيا حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي حجم طائفيتها الحادة، التي لا تختلف كثيرًا عما تقترفه المليشيات الحوثية من جرائم في هذا الصدد، بعدما ارتكبت عدوانًا على علم الجنوب.
ففي مدينة شقرة الساحلية بمحافظة أبين، أقدمت المليشيات الإخوانية على إنزال أعلام الجنوب من على المباني والمنشآت الحكومية بالمدينة عقب ساعات من رفعها، وكان الأهالي قد رفعوا أعلام الجنوب على المباني بالتزامن مع الاحتفالات بانتصار الشعب الجنوبي بتوقيع اتفاق الرياض، وقد جاء ذلك بعد إزالة مليشيا الإخوان أعلامًا ورسومات جدارية من مديرية سيئون في محافطة حضرموت.
وفي واقعة مثّلت أكثر دموية من هذا الفصيل الإرهابي، ارتكب أحد عناصر "الإصلاح" جريمة بشعة عندما أطلق الرصاص من المسافة صفر على الشهيد الجنوبي سعيد القميشي بمدينة عزان بمحافظة شبوة.
في هذه الواقعة، حاولت عناصر إخوانية مصادرة علم الجنوب من "الشهيد" الذي تمسّك بعلمه وهويته، فأطلق إرهابي خسيس النار عليه من المسافة صفر، فارتقى شهيدًا في الحال.
وفي أكتوبر الماضي أيضًا، اعتدت قوات المنطقة الأولى التابعة لمليشيا الإخوان بنقطة مفرق مدودة مدخل مدينة سيئون الغربي على مواطن بالضرب المبرح بأعقاب البنادق و تهشيم زجاج سيارته، وذلك بسبب تواجد صورة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بسيارته.
مليشيا الإخوان قامت باقتياد الشخص بعد الاعتداء عليه إلى جهة غير معلومة، وذلك في استهداف يعتبر استمرارًا لمسلسل الاعتداءات التي تنفذها قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لمليشيا الإخوان على المواطنين.
ويمكن تفسير هذه الطائفية الإخوانية، بأنّها تُعبِّر عن مخاوف من حزب الإصلاح من الوعي الهائل للشعب الجنوبي وتمسكه بهويته وعلمه وهو ما يُفشل مؤامرات الإخوان العديدة ضد الجنوب.
هذا الوعي الشعبي الجنوبي الذي يرعب المليشيات الإخوانية لا يقتصر على وقائع العلم فقط، بل ظهر هذا الوعي في كافة التحديات التي أحاطت القضية الجنوبية، والتي استعرت في الفترة الأخيرة، من قِبل المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، لا سيّما بعد التوقيع على اتفاق الرياض الذي يُمثّل خسائر مدوية لهذا الفصيل.
ويرجع سبب تماسك وقوة القضية الجنوبية إلى حنكة سياسية يتمتع بها المجلس الانتقالي الجنوبي، وقوة مسلحة جنوبية قاهرة للأعداء، بالإضافة إلى الشعب الجنوبي الذي يعي حقوقه كاملةً ويدافع عنها، ويقدِّم من أجلها كافة التضحيات الممكنة.