مطلب الهدنة العاجلة.. التفاف حوثي على المبعوث لإعادة ترتيب الصفوف

بشكل غير مباشر، أقرَّت المليشيات الحوثية بهزائمها المدوية على أكثر من جبهة في الفترة الأخيرة، بطلبٍ قدّمته بهدنة عاجلة.

مصادر مطلعة كشفت أنَّ الحوثيين استقبلوا المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث بمطلب مهم، يتمثّل في ضرورة الدعوة إلى هدنة عاجلة، وذلك في محاولة لردف جبهاتهم بالمقاتلين الجدد وتسهيل إيصال الأسلحة والذخيرة للميليشيات في مواقعهم، وصرف الأنظار عن تنفيذ اتفاق استوكهولم.

المصادر قالت إنّ الحوثيين رتَّبوا فور وصول جريفيث إلى صنعاء الأحد الماضي عقد لقاء عاجل معه، وطالبوه بضرورة الدعوة لهدنة عاجلة وإجبار كافة الأطراف الالتزام بها، وهددوا أن هذا المطلب يعد أساسيًّا وعنصرًا رئيسيًّا لأي عمل قادم، وفي حال لم يتم الالتزام بالهدنة فإنّ المليشيات لن تنظر لأي أمور أخرى.

وعقدت المليشيات اجتماعًا مهمًا قبيل زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء بحضور مستشارين إيرانيين ومن حزب الله في مزرعة شرق صنعاء تعود ملكيتها لأحد القيادات الحوثية، ومشاركة بعض الأسماء مما يُسمى المجلس السياسي وحكومة بن حبتور وحضور رئيس ما تُسمى الاستخبارات العسكرية أبو علي الحاكم ومحمد علي الحوثي وشخصيات أخرى.

واتفق المجتمعون بالإجماع على أن يكون النقاش مع جريفيث ينحصر على محورين لا ثالث لهما الأول المطالبة الفورية بهدنة بين كافة الأطراف، ووضع آلية لنقل بعض المصابين من القيادات الحوثية الذين تستدعي حالتهم ضرورة نقلهم للعلاج في الخارج، على ألا تخوض المليشيات نقاشات مع المبعوث أو اتخاذ أي إجراء أو قرار، إلا بعد موافقته الفعلية على وضع هدنة عاجلة.

ما كشفته المصادر يؤكّد حجم الترهُّل الذي أصاب معسكر المليشيات الحوثية في الفترة الأخيرة، إثر تلقيها خسائر مدوية على أكثر من جبهة، فيما يحاول هذا الفصيل استجماع قوته مرة أخرى، ويُجهِّز على ما يبدو لجولة جديدة من التصعيد.

ففي تأكيد على خسائر الحوثيين، استقبلت مستشفيات في محافظتي صنعاء والحديدة في الأيام الماضية، عشرات الجثث والجرحى لعناصر كثيرة من المليشيات، ما فضح خسائرها على الأرض.

ميدانيًّا، قتل نحو 19 حوثيًّا وأصيب أكثر من 50 آخرين، جراء محاولات تسلل فاشلة في الساحل الغربي منذ مطلع الأسبوع الجاري، وأفادت مصادر مطلعة بوصول 11 جثةً و38 جريحًا إلى صنعاء يومي السبت والأحد من جبهة الساحل الغربي، تم توزيعهم على مستشفيات الثورة والجمهوري والعسكري، فيما استقبلت مستشفيات في الحديدة 8 جثث و12 جريحًا من ذات الجبهة، معظمهم في حالة حرجة.

كما استقبل مستشفى ذمار العام 12 جثة لقتلى المليشيات الحوثية، و21 جريحًا من معارك الساحل الغربي والضالع، حيث لقي خمسة من عناصر المليشيات حتفهم في الساحل الغربي.

ويسود الإحباط على الحوثيين جراء خسائرهم المتتابعة في جبهتي الضالع والساحل الغربي، وردًا على ذلك أقدم قادة المليشيات في ذمار وإب على عقد لقاءات قبلية للحضّ على تكثيف حملات التجنيد والتبرع بالأموال والقوافل الغذائية لمصلحة عناصر المليشيات.