خطبة الجمعة في مناطق الحوثي.. وعيدٌ وتحذير
السبت 30 نوفمبر 2019 01:08:00
وظَّفت المليشيات الحوثية، خطباء الجمعة في المساجد بالمناطق الواقعة تحت سيطرتها، للتحذير خلال الخطبة من إشعال احتجاجات ضد الانقلابيين، على غرار المظاهرات التي تسود لبنان والعراق وإيران في الوقت الراهن.
وبتحريض من الحوثيين، عمل خطباء الجمعة على بث الخوف في قلوب الناس من الخروج مع مظاهرات، وقالوا إنَّ "الوضع لا يحتمل المزيد من الثورات وسفك المزيد من الدماء".
ولم تخلُ الخطبة من بث تحذيرات مباشرة وصريحة، حيث قال الخطباء إنّ "أي خروج سيواجه بيد من حديد ولن يتم التراخي كما كان الوضع في السابق".
تصعيد الخطاب ضد الاحتجاجات من قِبل خطباء الجمعة تزامن مع دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للخروج في احتجاجات ضد الحوثيين.
وتعيش المليشيات الحوثية حالة قلق وتوجس غير مسبوقة، وذلك بسبب الغضب الشعبي منها جرّاء ما وصل إليه حال السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها من جانب، بالإضافة إلى تفاقم الاحتجاجات في العراق ولبنان وإيران، حيث تتخوّف المليشيات من وصول هذه الحالة إليها.
وضمن خطواتها لوأد أي احتجاجات قد تندلع ضدها، أصدرت المليشيات، ممثلة في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بحكومة الانقلابيين غير المعترف بها، قرارات وإجراءات غير معلنة، تقضي بقطع الإنترنت والمكالمات الدولية في حال اندلعت احتجاجات ضدها في شهر ديسمبر المقبل.
وعقدت القيادات الحوثية التي تسيطر على الوزارة والمؤسسات التابعة لها، سلسلة اجتماعات منذ مطلع نوفمبر الجاري لتدارس الإجراءات الاحترازية المطلوب اتخاذها لمواجهة أي احتجاجات.
وألزمت القيادات التابعة لها في وزارة الاتصالات ببحث الإجراءات الواجب اتخاذها في حال انتقال الاحتجاجات من إيران ومناطق نفوذها في العراق ولبنان إلى مناطق سيطرة الانقلابيين الحوثيين في اليمن باعتبارهم امتدادًا للنفوذ الإيراني في المنطقة.
وأفضت اجتماعات قيادات المليشيات لإقرار تشديد إجراءات الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي والتجسُّس على مستخدمي الإنترنت ومضاعفة عمليات التنصت على كل المكالمات الهاتفية خلال هذه الفترة كإجراءات احترازية مسبقة، على أن يتم تنفيذ إجراءات مشددة عقب بدء خروج أي تظاهرات منها قطع الانترنت على غالبية المستخدمين بمن فيهم منازل المناوئين لها، والإبقاء على خدمة الإنترنت للقيادات الحوثية والجهات ووسائل الإعلام التابعة للمليشيات.
وكانت المليشيات الحوثية قد أقرّت في منتصف نوفمبر الجاري، ضمن إجراءاتها الاحترازية استئناف عملية حظر مواقع وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي فور خروج المظاهرات ضدها، لكنها عادت وعدلت قرارها أواخر الأسبوع الماضي إلى قطع الإنترنت وتوسيع عملية التنصت.
جاء ذلك وفقًا لتعليمات تلقتها من خبراء إيرانيين في ضوء تمكن طهران عبر إجراءات مماثلة من قطع عملية التنسيق بين المحتجين في مدنها ما سهل لها قمع الاحتجاجات بعيدًا عن وسائل الإعلام، ومكنها بالتالي من احتواء التظاهرات في عدة مدن.