أمطار ضريحة والإهمال الحوثي.. خطر داهم يحاصر السكان
يدفع السكان القاطنون في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية أثمانًا فادحة جرّاء الانتهاكات التي ارتكبها الانقلابيون منذ أن أشعلوا حربهم العبثية في صيف 2014.
وفيما تركِّز المليشيات على أعمالها الإرهابية من جانب وتحقيق أرباح خيالية من جانب آخر، فإنّ الحوثيين أهملوا حماية السكان الذين يواجهون خطر الموت في صنعاء.
هذا الخطر الكارثي يتمثل في احتمالية تجدُّد سقوط الصخور والحجارة من المرتفعات على منازل السكان في قرية ضريحة السفلى بمديرية بني مطر التابعة لصنعاء بسبب هطول الأمطار.
وكشفت مصادر رسمية أنّ 12 منزلًا في قرية ضريحة السفلى في مديرية بني مطر معرضة للدمار، كليًّا حال تجدُّد تساقط الصخور والحجارة من المرتفعات الجبلية بسبب هطول الأمطار.
وخلال الأيام الماضية، هطلت أمطار غزيرة على القرية، ما تسبَّب بتساقط الصخور والحجارة على منازل السكان، ما أدّى إلى دمار ستة منازل، اثنان منها كليًّا وأربعة جزئيًّا، ونفوق كثير من المواشي التي كانت بداخلها.
ويبلغ عدد المتضررين في قرية ضريحة من الانهيارات الصخرية 53 شخصًا، جميعهم يعانون ظروفًا إنسانية صعبة، إذ اضطروا للنزوح إلى خارج القرية والسكن في الكهوف لعدم امتلاكهم المال.
وتكشف الإحصاءات المحلية والإقليمية والدولية عن حجم المآسي التي يعيشها ملايين المدنيين في ظل سيطرة الحوثيين على بعض المناطق، حيث أقدمت المليشيات على ارتكاب كافة صنوف الانتهاكات والجرائم على النحو الذي كبّد المواطنين أعباءً لا تُطاق.
وبيّنت إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنَّفتها الأسوأ عالميًّا، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش حوالى 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.
ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.
وأشارت نتائج التقييم الطارى للأمن الغذائي والتغذية إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في محافظات الحديدة وحضرموت وحجة وأبين عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.
وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.
ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلبًا على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال اليمنيين.
وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.