قصة بريطاني في سجون الحوثي.. عندما يكون جواز السفر أداة اتهام

السبت 30 نوفمبر 2019 17:52:00
قصة بريطاني في سجون الحوثي.. عندما يكون "جواز السفر" أداة اتهام
على مدار سنوات الحرب العبثية للمليشيات الحوثية القائمة منذ صيف 2014، لم تترك المليشيات الحوثية جُرمًا فادحًا إلا وارتكبته لتضيف إلى سجلها الإرهابي مزيدًا من الاعتداءات.
ففي واقعة مثيرة وغير مستغربة على الحوثيين، اعتقلت المليشيات بريطانيًّا كان متواجدًا في صنعاء من أجل دراسة الإسلام والتدريس، ووجّهت إليه تهمة "التجسُّس" دون أن تقدم دليلًا ملموسًا على هذا الاتهام.
البريطاني لوك سيمونز، البالغ من العمر 27 عامًا، اعتقل في نقطة تفتيش أمنية أبريل 2017، خلال مغادرته لليمن هربًا من الحرب مع زوجته وابنهما، بسبب حيازته لجواز سفر بريطاني.
"سيمونز" محتجز حاليًّا في سجن سياسي بصنعاء على الرغم من أنّ المحققين الحوثيين لم يعثروا على أدلة تشير إلى أنّه "جاسوس"، وفقًا للوثائق التي حصلت عليها عائلته.
أسرة المعتقل البريطاني أكّدت وجود مذكرة لإطلاق سراحه منذ ديسمبر 2018 الماضي، إلا أنّ المليشيات الحوثية تواصل اعتقاله بل وقامت بتعذيبه داخل السجن، حيث تقول عائلته إنّه تعرَّض لمعاملة بما في ذلك تعرضه للضرب المبرح خلال الأشهر الستة الأولى خلف القضبان.
واقعة اعتقال "البريطاني" تكشف الوجه الإرهابي للمليشيات الحوثية، وحجم الانتهاكات التي يرتكبها هذا الفصيل ضد مختلف الفئات، وكيفية تلفيق الاتهامات والمحاسبة عليها حتى وإن كان ذلك بدون أي دليل ملموس عليها.
هذا "الظلم الحوثي" لا يتعرض المعتقل البريطاني وحده، بل تعج سجون المليشيات بالكثير من المعتقلين الذين زُجَّ بهم في غياهب السجون بدون أي اتهامات، ويواجهون تعذيبًا مروّعًا من قبل الحوثيين على مدار سنوات طويلة.
ويواجه المعتقلون في السجون الحوثية بالمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، أوضاعًا فتاكة، في ظل الانتهاكات التي يرتكبها الانقلابيون.
وفي وقتٍ سابق، قالت مصادر حقوقية إنَّ الحوثيين لا يبالون بالحالة الصحية المتدهورة لكثير من المعتقلين المحتجزين لديهم في المعتقلات رغم أنّهم السبب الرئيسي في ذلك ابتداءً من وضع الكثير منهم في غرف انفرادية ضيقة وغير صحية أو وضعهم بأعداد كبيرة في غرفة واحدة تفتقد للتهوية الصحية ولا تصل إليها الشمس.
وأضافت المصادر أنّ عددًا كبيرًا من المعتقلين تعرَّضوا للتعذيب الجسدي والمعنوي فضلًا عن سوء التغذية وعدم الرعاية الطبية داخل هذه المعتقلات، ما أدَّى إلى إصابتهم بالعديد من الأمراض القاتلة ووفاة البعض منهم.
وتذكر المصادر: "وصل الحال بالحوثيين أن يقولوا لمن يشتكي من أي مرض يعاني منه ويطلب العلاج لهذا المرض أن يقول له السجان موت مكانك كما هو الحال مع الـ36 معتقل نصر السلامي وأخرين عندما اشتكوا لي في احدى جلسات المحاكمة أثناء الحديث معهم في قاعة الجلسة".
لم يكتفِ الحوثيون بذلك، بل وصل بهم الأمر إلى تهديد من يتابع عن هؤلاء الأمراض في معتقلاتهم من المحامين، حيث يقوم ما يُسمى جهاز الأمن السياسي التابع للحوثيين، بتهديد الحقوقيين والتضييق عليهم منعًا لتتبُّع المليشيات على هذه الجرائم المروعة.