30 نوفمبر واستقلال الجنوب الذي لم يكتمل بعد

السبت 30 نوفمبر 2019 20:03:09
"30 نوفمبر" واستقلال الجنوب الذي لم يكتمل بعد

رأي المشهد العربي

فيما يحتفل الجنوبيون اليوم السبت، بالذكرى الـ 52 للاستقلال الوطني والتحرُّر من الاستعمار البريطاني، فإنّ القضية الجنوبية العادلة تمر بالكثير من التحديات ولا يزال الوطن أسيرًا لدى أجندات أخرى.

تاريخيًّا، عندما تحرَّر الجنوب من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967، وهو موعد رحيل آخر جندي بريطاني عن البلاد، دخلت البلاد في أتون صراعات فكرية وحزبية، وقد استمر ذلك حتى عام 1990، ذلك العام المشؤوم الذي أعلنت فيه ما تُسمى "الوحدة"، تلك الخطوة التي كانت بمثابة استعمار واحتلال من نوع آخر.

الآن، تمر القضية الجنوبية بكثير من التحديات، بعدما سعت الأنظمة المتعاقبة على حكم الشمال للسيطرة على مقدراته والتحكم في خيراته والنيل من هويته، وقد استعرت هذه الهجمات في الفترة الأخيرة من قِبل المليشيات الإخوانية، بعدما لامس الجنوب طريقًا سريعة نحو استعادة الدولة وفك الارتباط.

يُشير ذلك إلى أنّ الهوية الجنوبية مستهدفة على مدار الوقت، سواء في استعمار الماضي بشكله التقليدي، أو الاستعمار الحالي بشكله المختلف، وهو ما يفرض ضرورة الانتباه جيدًا للمؤامرات التي تُحاك ضد الجنوب.

وفيما برهنت القيادة السياسية الجنوبية على أنّها عند حسن الظن بها على مدار الوقت، فإنّ الشعب الجنوبي مطالبٌ بالالتفاف أكثر وراء قادته من أجل دحر هذه المؤامرات التي تستهدف الهوية الجنوبية في المقام الأول.

هذا التكاتف الجنوبي يعتبر حائط الصد الأول والأهم في مواجهة هذه المؤامرات، ويعتبر هو المرحلة الأولى نحو الحلم الجنوبي الأكبر المتمثل في التحرُّر الكامل واستعادة الدولة.