صراع المديريات.. إيرادات وجبايات تُفجِّر خلافات حوثية عميقة
من جديد، اندلعت خلافات حوثية - حوثية، تصارع فيها قادة المليشيات على الإيرادات والجبايات التي يتم فرضها على السكان.
الخلافات هذه المرة وقعت بين القيادي الحوثي حمود عباد المُعين من المليشيات في منصب أمين صنعاء، الذي أصدر قرارًا يقضى بإقالة القيادي محمد محمد ناجي من منصب مدير مديرية السبعين؛ عقب خلافات بينهما على الإيرادات والجبايات المحصلة .
مصدر مطلع في ديوان أمانة صنعاء أبلغ "المشهد العربي"، بأنّ عباد اعتاد الحصول على حصته من الإيرادات المحصلة من المديريات، لكن مدير مديرية السبعين المقال دخل في خلافات معه بسبب مطالبة الأخير بمبالغ أكثر من المديرية.
وتعد مديرية السبعين من المديريات التي تعتبر من المناطق الذهبية في الإيرادات؛ لاحتوائها على محلات تجارية راقية ومقرات لمكاتب الشركات.
وأضاف المصدر أنَّ الخلافات تصاعدت أكثر من مرة حتى عيّن عباد، قياديًّا حوثيًّا آخر في منصب مدير مديرية السبعين ويدعى "أبو مطهر الوشلي"، مشيرًا إلى أنَّ القرار يضمن للقيادي الحوثي الحصول على حصة أكبر من إيرادات مديرية السبعين خاصةً وأن القيادي المعين حديثًا هو أحد المقربين من عباد.
ليست هذه المرة الأولى التي تطفو فيها على السطح صراعات حوثية - حوثية لخلافات على الأموال، لا سيّما تلك التي تتم جباياتها من السكان والتي تجمعها المليشيات بقوتها الغاشمة.
ولوحظ في الفترة الأخيرة، تصاعد حدة الخلافات والاشتباكات التي تحدث داخل المعسكر الحوثي، ما يكشف عن وهن كبير في هذا المعسكر، والتي تندلع في أغلب الأسباب إثر خلافات على أموال أو نفوذ.
ولعل الواقعة الأحدث في هذا الإجرام الحوثي كان ما حدث بعد احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث أثار الاحتفال خلافات عمیقة بین الوزراء الحوثیین في حكومتهم غير المعترف بها بسبب الأموال الطائلة التي جبوھا من السكان.
وعقد لقاء استثنائی لبعض وزارة ما یسمى حكومة الإنقاذ في صنعاء جمع عددًا من الوزراء الذین رفضوا الاستمرار في مناصبھم الوزاریة، والمطالبة إما بالمساواة أو تدویر الوزارات، وفق المصادر التي قالت إنّ ھذه الخلافات ظھرت بعد إعلانات الاحتفال بالمولد النبوي الذي كشف حجم الأموال الكبیرة التي جمعتھا وزارة الأوقاف والإرشاد من قسائم المولد النبوي، التي تفاوتت فیھا الأسعار من موقع لآخر ومن شخص لآخر، كما تفاوت بیع القسائم من 2000 ریال، وحتى 25000 ألف ریال.
الاجتماع الذي حضره بعض الوزراء ورفضه آخرون، تحدث فيه البعض عن عائدات مالیة ضخمة لوزارات محددة، منھا وزارة الداخلیة التي یشغلھا عبدالكریم الحوثي، الذي یحصل على أموال كبیرة وضخمة من المواطنین، وكذلك وزارات الأوقاف والنفط والصحة والتعلیم، فیما لم تستطع وزارات المغتربین والریاضة والشباب، والبیئة، التخطیط، والثقافة، من تحقیق أھدافھا.
واتهم أحد الوزراء، المشرفین على الوزارات التي تحقق أھدافھا بأنھم لم یضعوا خطط التحصیل بالشكل الصحیح، وأن ھذه مسؤولیتھم، فیما رد وزیر الریاضة والشباب حسن زید بقوله: "كیف أستطیع أن أحصل أموالًا في المجال الریاضي، لا یوجد أي طریقة لجمع الأموال، بینما وزارة الداخلیة والصحة والتعلیم تستطیع جمع الأموال بكل یسر وسھولة".
وتصرف وزارة الداخلیة، المرتبات بطریقة سریة لأنصارھا بالوزارة والقیادات الحوثیة شھریًّا دون تأخر، نظرًا إلى العائدات الكبیرة والضخمة، فیما یحصل الوزیر الحوثي على نصیب الأسد، ویَعتبر ذلك حقًا مشروعًا له، كما تجمع وزارة الأوقاف والإرشاد ملایین الریالات وتصرف رواتب لموظفیھا من القیادات الحوثیة فقط، فیما تذھب الأموال المتبقیة حقًا مشروعًا للوزیر الحوثي القاضي شرف علي القلیصي.
الخلافات بین الوزراء لم تكن ولیدة اللحظة، لكن قسائم وزارة الأوقاف والإرشاد الخاصة بجمع الأموال لمناسبة المولد النبوي فتحت النیران فیما بین الوزراء، لیطالبوا بتدویر الوزارات من أجل مواصلة النھب والسرقة على حساب المواطنین.
وحاول رئیس حكومة الانقلابيين عبدالعزیز بن حبتور إیجاد مخارج ووضع حلول للازمة، إلا أن بعض الوزراء لم یستمع إلیھ ورفض مقابلتھ أو لقاءه، فیما ھدد بعض الوزراء بالاستقالة وفضح الآلیة التي تعمل بھا الوزارات لجلب وامتصاص الأموال وجبایتھا بطرق تنافسیة بین الوزارات.
الوزراء المنتفعون من هذه الأموال حاولوا تھدئة الخلافات بطریقتھم من خلال وعدھم بفتح آفاق التعاون مع الوزارات التي لا تحقق عوائد مالیة، عبر التنسیق ووضع خطط تضمن للوزراء قبل غیرھم جزءا من الكعكة، غیر أن البعض تمسك بضرورة توزیع أموال الوزارات بالتساوي، وإصدار توجیھات بوضع قسائم متساویة لكافة الوزارات، وتدویر الوزراء بینھا بدلا من الوضع الحالي.