خارطة الجعدي ضد إرهاب الإخوان.. كيف ينجح اتفاق الرياض؟
تبدي القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، التزامًا كاملًا ببنود اتفاق الرياض الموقع في الخامس من نوفمبر الجاري، بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية في العاصمة السعودية.
في مقابل ذلك، ترتكب المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية الكثير من الانتهاكات والخروقات ضد الجنوبيين وذلك بهدف إفشال الاتفاق؛ وذلك خوفًا من حزب الإصلاح الإخواني على مصالحه ونفوذه التي يعمل الاتفاق على استئصالهما بشكل كامل.
يُشير ذلك إلى أنّ نجاح اتفاق الرياض يقف على المحك بسبب الجرائم الإخوانية التي يتوجب وقفها بتدخل حاسم من قِبل التحالف العربي وذلك من أجل إتمام هذه الخطوة بنجاح، لا سيّما أنّ الاستفزازات الإخوانية تأخذ شكلًا تصاعديًّا في هذه المرحلة، بالتعاون والتنسيق مع المليشيات الحوثية.
وخلال مشاركته في احتفالية الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي اليوم السبت، بالذكرى 52 لعيد الاستقلال الوطني، أكّد الأمين العام المساعد لهيئة رئاسة المجلس فضل الجعدي أنَّ المجلس سيواصل الالتزام الكامل والمسؤول بكافة بنود اتفاقية الرياض، وتعزيز التحالف مع السعودية والإمارات في مواجهة التمدد الإيراني وأدواته.
الجعدي حدَّد عددًا من النقاط التي يتوجّب تنفيذها من أجل نجاح اتفاق الرياض، تتمثل في وقف التحريض والتحشيد والحملة الإعلامية ضد الاتفاق، وسرعة إطلاق سراح الأسرى من سجون الإخوان في شبوة، وإخلاء الجرحى وضمان وصولهم إلى المستشفيات الملائمة، وسرعة ترحيل الحالات الخطرة التي تستدعي نقلهم إلى الخارج لتلقي العلاج، بالإضافة إلى سرعة توفير الخدمات للمواطنين وصرف المرتبات؛ كونها من الأمور التي تمس حياتهم بشكل مباشر.
المطالب التي حدّدها الجعدي تحمل أهمية كبيرة في مسار العمل على إنجاح الاتفاق والتصدي للمؤامرات الإخوانية التي تستهدف إشعال الأوضاع على الأرض وزرع الفوضى على أرض الجنوب عبر تحركات مسلحة بعناصر إرهابية تعمل على استفزاز الجنوبيين.
هذه التحرُّكات التي تمثل انقلابًا وتمردًا على الاتفاق يمكن إرجاعها إلى المخاوف الهائلة التي تنتاب حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، المُخترِق لحكومة الشرعية، على مستقبله السياسي والعسكري، لا سيّما أنّ الاتفاق يعمل على استئصال هذا النفوذ الإخواني.
وتسبّب سيطرة "الإصلاح" على حكومة الشرعية في تأخُّر حسم التحالف العربي للحرب على المليشيات الحوثية، بعدما انخرط الحزب الإخواني في تقارب مريب مع المليشيات، قام على إثره بتسليم الانقلابيين مواقع استراتيجية وتجميد جبهات أخرى.
ولأن اتفاق الرياض يساهم بشكل رئيسي في ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، فقد حزب الإصلاح من تقاربه مع الانقلابيين بشكل معلن، وخطّط الفصيلان الإرهابيان لتكثيف التحُّركات العسكرية ضد الجنوب بغية إفشال الاتفاق.
في المقابل، أبدت القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، التزامها بالاتفاق بشكل كامل، وردَّت على الاستفزازات الإخوانية بكثيرٍ من ضبط النفس، وذلك تقديرًا لجهود المملكة العربية السعودية في رعاية الاتفاق، بالإضافة إلى حرص الجنوب على ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية كونه منخرطًا إلى جانب التحالف في خندق واحد ضد الانقلابيين.