كيف قرأ المحللون استقالة محافظ عدن بعد 7 أشهر من تسلمه منصبه ؟
لم تكد تمضي 7 أشهر على تسلم محافظ عدن، عبد العزيز المفلحي، منصبه، خلفًا للمحافظ السابق، اللواء عيدروس الزبيدي، حتى أعلن استقالته، التي جاءت محملة بعبارات غاضبة وناقدة بذات الوقت، لرئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر.
وعزا المفلحي استقالته، التي رفضها الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلى خلاف مع بن دغر، الذي ألمح إلى تورطه بـ”شبهات فساد”، خاصة في قضية سحب خمسة مليارات ريال يمني من حساب محافظة عدن، لصالح مشروع لتطوير الإنترنت في البلاد، اعتبره المفلحي غير واقعي.
وفتحت الاستقالة شهية المحللين السياسيين؛ لفهم الدوافع الحقيقية، للمحافظ الثالث لعدن –العاصمة المؤقتة لليمن- بعد تحريرها من الحوثيين عام 2015.
وأشار المحلل السياسي، عبد الكريم السعدي، إلى أن “استقالة المفلحي في هذه المرحلة وهذا التوقيت، ستشكل خسارة كبرى لعدن وأهلها”.
واعتبر السعدي في تصريحات صحفية، أن المفلحي كان “متحررًا من قيود القبلية و التبعية السياسية والاستقطاب الإقليمي، التي تعاني منه عدن”، مشددًا على أن من وصفهم بالشرفاء في عدن، التدخل لثنيه عن الاستقالة.
من جانبه، دافع الكاتب والمحلل اليمني إبراهيم ناجي، عن رئيس الحكومة أحمد بن دغر، معتبرًا أن استقالة المفلحي، حملت بمضمونها” ادعاءات وأباطيل وأكاذيب وافتراءات ومغالطات، تتقاطع تمامًا مع الواقع والمنطق والعقل”.
ضربة للحكومة
وفي رأي مناقض، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبده البحش، أن الاستقالة لم تكن مفاجئة، إلا أن “المفاجئ، هو البيان الذي نشره المفلحي على صفحته في الفيسبوك، متحدثًا عن أسباب الاستقالة، حيث سلك المفلحي أسهل الطرق؛ لتبرير استقالته وفشله في إدارة شؤون عدن، وألقى باللوم على بن دغر”.
ولفت البحش، في حديث لوسائل إعلام محلية، إلى أن “المفلحي ساهم بشكل كبير في إفشال نفسه؛ بسبب التصريحات النارية التي كان يدلي بها بين الحين والآخر، والتي أثارت قلق ومخاوف أصحاب النفوذ في المدينة، سواء النافذين المحليين أو النافذين الإقليميين، بدلاً من اتباع سياسة مرنة للتعامل معهم”.
أما الكاتب منصورصالح، فتساءل إن كانت الاستقالة ستؤدي إلى رحيل حكومة بن دغر، حيث اعتبر أنها تمثل “ضربة موجعة وفاضحة للحكومة، ربما لم تكن تتوقعها”.
وأضاف: ” حديث المفلحي عن فساد الحكومة، ليس مجرد خطاب سياسي، بل حقائق مدعمة بالأرقام والوقائع والأدلة الدامغة، فهل تكون هذه الاستقالة هي القشة التي تقصم ظهر بعير الحكومة، فتستقيل أو تقال؟”.
واعتبر الكاتب أحمد كرامه أن قرار المفلحي كان شجاع وصائب، وأن ردة فعل الرئيس هادي كانت مخيبة للآمال ومحبطة للغاية.
وعلق السكرتير الإعلامي السابق للمفلحي، محمد عبدالله الصلاحي، على خبر الإقاله: بعد استقالة المفلحي باتت الكُرة في ملعب المجلس الانتقالي، إما يُثبت نفسه بالأفعال، لا بالأقوال، أو فليكن صريحًا في عدم مقدرته على تنفيذ ما يقول، كصراحة ووضوح محافظ عدن في استعراض الصعوبات التي واجهته من الحكومة.
وقال المحلل السياسي باسم الشعبي أنه بتقديم المفلحي استقالته لهادي وضع النقاط على الحروف. وأضاف: "المفلحي أول مسئول يقدم استقالته ويكشف تآمر الحكومة على مدينة عدن والجنوب". وأكد على أن ما جاء في الاستقالة يفترض أن يفجر ثورة شعبية ضد اللصوص.
يذكر أن المفلحي غادر عدن في آب/ أغسطس الماضي، ويقيم حاليًا في العاصمة المصرية القاهرة، حيث يتلقى العلاج.
واندلعت احتجاجات شعبية في عدد من مناطق عدن، مساء الخميس، احتجاجًا على استقالة المفلحي، وقطع محتجون شوارع رئيسة وفرعية؛ مطالبين بإقالة رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، رافضين استقالة المفلحي.