الجبواني يعري نوايا الشرعية الخفية تجاه اتفاق الرياض
طالب المدعو الجبواني باستمرار إيقاف العمل في ديوان وزارة النقل، وأصدر مكتبه تعميم لموظفي ديوان الوزارة بوقف العمل حتى إشعار آخر، في وقت لم يصدر أي تصريح رسمي من حكومة الشرعية أو الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي على هذا التصرف، ما يعني موافقتها ضمنياً على ما جاء بالطلب، ما يُظهر نوايا الشرعية الخفية الرافضة لاتفاق الرياض إلى العلن.
ومازالت الشرعية تتلكأ في تنفيذ بنود اتفاق الرياض وتضع العديد من العقد أمام جهود التحالف العربي الساعية للالتزام بالتوقيتات التي جاءت في الاتفاق الموقع قبل شهر تقريباً، فيما يستمر المدعوين الجبواني والميسري في ممارساتهما، فيما يكون تبرير بعض الأصوات المحسوبة على الشرعية بأنه سيجري الإطاحة بهما قريباً، من دون أن يكون هناك لتلك الإقالة، ومن دون أن تتبرأ حكومة الشرعية من الأفعال التي يقدمان عليها.
وأصدر الجبواني قراره من غير أن يكون ذي صفه، بعد أن غاب عن ممارسة عمله قبل ثلاثة أشهر مع عدم اعترافه باتفاق الرياض الذي يعد مرجعية يتوافق عليها كلا من المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية والتحالف العربي.
وزعم في تعميمه بإنه هو المختص بإصدار قرار بعودة العمل في ديوان وزارة النقل مطالبا الموظفين بتنفيذها، بل أنه توعد بخصم راتب أي منهم في حال مارس عمله.
ويأتي ايقاف العمل في ديوان وزارة النقل كانقلاب جديد من الشرعية على اتفاق الرياض الموقع مع المجلس الانتقالي الجنوبي برعاية المملكة العربية السعودية، إذ أن التعميم يستهدف بالأساس تعطيل مصالح المواطنين ووضع العراقيل أمام اتفاق الرياض.
وقبل أيام أقدم الجبواني على انتهاك اتفاق الرياض بعد أن شن هجوماً على المملكة العربية السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي من على منبر ماتسمى قناة "الجزيرة" القطرية، وحرض على ارتكاب أعمال عنف في محافظات الجنوب متوعداً بالمزيد من التصعيد السياسي والإعلامي.
واعتبر مراقبون أن توفير الغطاء الرسمي لمثل هذه التحركات المشبوهة، التي تسعى لإفشال اتفاق الرياض واستعداء التحالف العربي وخدمة أجندة قطر في اليمن، مؤشر على النفوذ الكبير الذي يحظى به التيار المناهض للاتفاق في الحكومة اليمنية ومؤسساتها.
ولفت العديد من المراقبين إلى الدعم اللوجستي والعسكري والإعلامي والحماية الأمنية التي رافقت تحركات الميسري والجبواني وانطلقت من محافظة مأرب التي يسيطر عليها حزب الإصلاح الإرهابي، وهو ما دفع العديد من الخبراء للتحذير من محاولات الأطراف الرافضة لاتفاق الرياض التصعيد خلال الفترة القادمة بأشكال مختلفة.
ويذهب البعض للتأكيد على أن القيادة السياسية الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي تبدي التزامًا كاملاً ببنود اتفاق الرياض بينما ترتكب المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية الكثير من الانتهاكات والخروقات ضد الجنوبيين بهدف إفشال الاتفاق خوفا من حزب الإصلاح الإخواني على مصالحه ونفوذه.
وتمارس الشرعية اختراقها لاتفاق الرياض بوتيرة عالية، بدءاً من التحريض الميداني على الحرب إلى تكديس الأسلحة والمقاتلين في شبوة وأبين وحضرموت، في محاولة لإدخال الاتفاق مرحلة "الموت السريري".