هلالٌ عند الموعد.. كيف تكافح الإمارات تفشي الضنك في المخا؟
كانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عند الموعد عندما تلقّت استغاثة من السكان في مديرية المخا لإنقاذهم من تفشي مرض حمى الضنك.
الإمارات، ممثلة في ذراعها الإنسانية "هيئة الهلال الأحمر"، سيَّرت عيادة متنقلة لمكافحة حمى الضنك في منطقة الشاذلية بمديرية المخا، تلبية لنداء استغاثة من الجهات المختصة والسكان.
واستقبلت العيادة في يومها الأول 51 حالة مرضية بينها 12 حالة مصابة بحمى الضنك والبقية إسهالات مائية وأمراض الجهاز التنفسي، حسبما كشف الفريق الطبي العامل في العيادة المتنقلة.
وقال عاقل منطقة الشاذلية سليم المرادي في تصريحا صحفية، إنَّ حمى الضنك والإسهالات المائية الحادة عادت بالانتشار في منطقتهم والتجمعات السكانية المجاورة بشكل مخيف، موضحًا أنّهم وجّهوا نداء استغاثة إلى هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والتي بدورها لم تتأخر في الاستجابة.
وعبر العاقل وعدد من المواطنين عن سعادتهم وشكرهم لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومةً وشعبًا على مبادراتها الإنسانية التي وصلت كل قرية على امتداد الساحل الغربي، مؤكدين أن وصول العيادة المتنقلة خفف المعاناة عن كاهلهم بإعتبار منطقتهم بعيدة نوعا ما عن مركز المديرية فضلا عن الحالة المادية الصعبة لمعظم أهالي المنطقة .
وكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قد أطلقت في منتصف شهر نوفمبر الماضي، حملة جديدة وواسعة لمكافحة الأوبئة التي عادت بالانتشار مجددًا في الساحل الغربي.
وتشمل الحملة المتواصلة دعم القطاع الصحي في مختلف مديريات الساحل الغربي والسهل التهامي بالأدوية والمحاليل الطبية وتسيير ثلاث عيادات متنقلة لتغطية المناطق النائية البعيدة عن مراكز المديريات عالجة خلال شهر نوفمبر المنصرم 3600 حالة مرضية متنوعة بين حمى الضنك والحميات الأخرى وأمراض الجهاز التنفسي.
وعلى مدار سنوات، قدّمت دولة الإمارات العربية المتحدة الكثير من الجهود على الأصعدة السياسية والعسكرية والإغاثية، في تضحيات وأدوار قوبلت بهجمات شيطانية من قِبل "إخوان الشرعية".
ولا تقتصر المساعدات على القطاع الصحي فقط، بل أسهمت دولة الإمارات عسكريًّا في تحرير أجزاء واسعة من اليمن وتطهيرها من مليشيا الحوثي، من خلال دعم المقاتلين وتجهيزهم وإسنادهم برًا وبحرًا وجوًا.
وسجلت الجبهات التي أشرفت عليها دولة الإمارات، انتصارات متسارعة وعلى أكثر من صعيد، إذ كانت البداية من العاصمة عدن في منتصف مايو 2015 عندما بدأت طلائع القوات الإماراتية تصل المدينة وتقاتل إلى جوار المقاومة الجنوبية لتحرير العاصمة عدن ثم تحرير لحج وأبين وصولًا إلى الساحل الغربي والحديدة.
وخلال معارك دحر المليشيات الحوثية، قدّمت الإمارات تضحيات جسمية واستشهد عددٌ من جنودها البواسل في هذه المعارك، ولم يقتصر الأمر على تحرير المحافظات من مليشيا الحوثي، بل كانت المهمة الأصعب هي تأمين المحافظات المحررة وتطهيرها من الجماعات الإرهابية.
واتبعت دولة الإمارات استراتيجية واضحة في العمل الإغاثي والإنساني تمثلت في تكثيف نشاطها وجهودها منذ اللحظات الأولى لتحرير المحافظات ودحر عناصر المليشيا الحوثية منها.
هذه الاستراتيجية التي بدأتها الإمارات في العاصمة عدن امتدت اليوم لتصل إلى الحديدة، حيث كثّفت هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة الشيخ خليفة بن زايد جهودهما ليس فقط لإغاثة أبناء المحافظات المحررة، بل لتطبيع الحياة في هذه المحافظات من خلال دعم القطاعات الخدمية الأساسية كالكهرباء والماء وقطاعي الصحة والتعليم.
وساهمت هذه الجهود في استقرار المناطق المحررة وعودة الحياة فيها إلى طبيعتها، رغم محاولات بعض القوى السياسية الانتهازية تعطيل تلك الجهود أو التقليل منها.