عدن تدحر إرهاب الإخوان.. عاصمة عصيّة على الاستهداف
في الوقت الذي تُبدي فيه القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، التزامًا كاملًا ببنود اتفاق الرياض المُوقّع مع حكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي، إلا أنّ القوات المسلحة الجنوبية تظل جاهزةً لدحر أي اعتداءات إخوانية، تمثل خروقات واضحة العيان.
مصدر مسؤول في القوات المسلحة الجنوبية أكّد أنّه لن يتم السماح للقوات التابعة لمليشيا الإخوان بدخول العاصمة عدن.
وقال المصدر في تصريحات لـ"المشهد العربي"، إنّ القوة التابعة لمليشيا الإخوان والتي تحركت من مأرب باتجاه العاصمة عدن غير مرحب بها، مشدِّدًا على أنّ القوات المسلحة الجنوبية لن تسمح لأي قوة ليست من أبناء الجنوب دخول عدن.
تصريحات المصدر العسكري الجنوبي جاءت بعد تحرك إخواني مسلح مثَّل طعنة جديدة لاتفاق الرياض، حيث شوهدت قوة كبيرة تابعة لمليشيا الإخوان، تتكون من 60 طقمًا، تحرّكت من مدينة عتق بمحافظة شبوة باتجاه مدينة شقرة بمحافظة أبين.
هذه التحركات العسكرية الإخوانية تستهدف في المقام الأول إفشال اتفاق الرياض، وبحسب بنود الاتفاق، كان الـ20 من نوفمبر الماضي موعدًا لعودة القوات التي تحرّكت من مواقعها ومعسكراتها الأساسية باتجاه العاصمة عدن وأبين وشبوة منذ بداية أغسطس الماضي إلى مواقعها السابقة، وتجميع ونقل الأسلحة المتوسطة والثقيلة بأنواعها المختلفة من جميع القوات العسكرية والأمنية في عدن بإشراف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
إلا أنّ هذه التحرُّكات العسكرية الإخوانية تستهدف إفشال الاتفاق، ضمن المحاولات التي تُقدِم عليها هذه المليشيات من أجل إفشال هذا المسار بشكل كامل، وهو أمرٌ غير مستغرب من حزب الإصلاح، فمنذ أن دعت المملكة العربية السعودية إلى محادثات في مدينة جدة واستجابة المجلس الانتقالي الجنوبي لها وحتى بعد انطلاقها والتوصُّل إلى توقيع الاتفاق فقد عمل الحزب الإخواني طوال هذه المرحلة وما بعدها على تفخيخ مسار الاتفاق.
إزاء هذه التحركات الإخوانية، فإنّ الجنوب يقف ملتزمًا بتنفيذ بنود الاتفاق والتصدي لكافة العراقيل التي يزرعها أعداء الجنوب والتحالف العربي، وفي مقدمتهم المليشيات الإخوانية.
في الوقت نفسه، فإنَّ القوات المسلحة الجنوبية تقف جاهزةً ومتأهبة للدفاع عن أراضيها، إزاء أي تصعيد إخواني مسلح، من منطق الدفاع عن النفس.
وتعتبر القوات المسلحة طرفًا رئيسيًّا في معادلة القوة الجنوبية، وهي قوةٌ باسلةٌ تضع الجنوب في خانة متقدمة كونه يملك حائط صد قادرًا على حماية الوطن، تجعل من الأعداء يفكرون آلاف المرات قبل استهدافه، كما تحوِّل أراضيه بمثابة مقابر تدفن فيها كافة المؤامرات.
وعلى مدار السنوات الماضية، برهنت القوات الجنوبية على وقوفها ضمن المشروع القومي العربي ضمن التحالف العربي في محاربة المليشيات الحوثية، وقدّم الجنوب خيرة شبابه ورجاله؛ فداءً لهذا الهدف العربي.
وفي الفترة الأخيرة، استعرت الهجمات الإخوانية ضد الجنوب بشكل أكبر، لكنّ الجنوب كان متيقظًا لكل هذه المؤامرات، ونجح في التصدي لها سواء سياسيًّا عبر حنكة مميزة للمجلس الانتقالي أو عسكريًّا عبر البطولات التي تُحقِّقها القوات الجنوبية على الأرض.