موقعة بحر العرب.. صواريخ إيرانية قُطع طريقها قبل وصولها للحوثيين

الخميس 5 ديسمبر 2019 15:11:00
موقعة بحر العرب.. صواريخ إيرانية قُطع طريقها قبل وصولها للحوثيين

من جديد، فُضِح أمر الدعم الإيراني للمليشيات الحوثية على النحو الذي يطيل أمد الحرب، ما يبرهن على نوايا طهران الخبيثة لاستمرار زعزعة الاستقرار في المنطقة عبر دعم أذرعها الإرهابية.

البحرية الأمريكية تمكَّنت من مصادرة شحنة كبيرة من الصواريخ الإيرانية قبل توجُّهها إلى المليشيات الحوثية، وذلك في أول احتجاز لمكونات متطورة من هذا النوع.

صحيفة "واشنطن بوست" التي نقلت ذلك عن مسؤولين أمريكيين، قالت إنَّ البحرية الأمريكية وخفر سواحل أمريكيين ضبطا قاربًا صغيرًا شمال بحر العرب، واكتشفت صلة إيران بالأسلحة.

وأكّد المسؤولون أنّ هذا الحادث يوضح استمرار تهريب الأسلحة بشكل غير قانوني إلى الحوثيين، وذلك في الوقت الذي يجتمع فيه وزير الخارجية مايك بومبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البرتغال، وتعتبر إيران موضوعًا رئيسيًّا لمحادثاتهما.

وتواصل إيران تقديم صنوف عديدة من الدعم للمليشيات الحوثية، وهو دعمٌ ساهم بشكل رئيسي ومباشر في إطالة عمر الانقلابيين، لتواصل تحديها للمجتمع الدولي.

وقبل أسابيع، تمّ الكشف عن أنّ عناصر من الخبراء الإيرانيين ومن حزب الله اللبناني يعكفون على العمل مع المليشيات الحوثيين على تطوير وتجهيز زوارق خطيرة تهدد الملاحة البحرية، وهو ما يُفسِّر مماطلة الحوثيين وراء تسليم ميناء الحديدة والتشبث بالميناء الذي يمثل لهم أهمية قصوى.

كما تعمل المليشيات الحوثية بدعم مباشر من إيران، على صناعة وتطوير وتجهيز الزوارق البحرية، على النحو الذي يُهدِّد الملاحة الدولية، حيث شوهدت تحركات ملحوظة للمليشيات في مناطق الخط الساحلي شمالي الحديدة على البحر الأحمر، ما يُشير إلى أنّ المليشيات تُجهِّز لحرب الزوارق في ظل تواجد خبرات من البحرية الإيرانية وحزب الله اللبناني.

المثير للمخاوف أنّ هذه الزوارق تتضمن تقنيات حديثة متطورة وتحمل أجهزة رصد وتتبع وتحديد أبعاد في المسافات المائية، وهناك عناصر مدربة على تنفيذ الهجمات في المياه والتعامل مع القوارب والمواجهات البحرية وتنفيذ عمليات وهجمات مباغتة واستهداف سيلحق ضرره بالجميع، كما أنّ هناك مستودعات وورش سرية يستغلها الحوثيون لتجهيز زوارقهم وقواربهم الإرهابية، وتتركز في مناطق داخلية بين باجل واللحية وأرياف الزيدية.

كما تعمل إيران على تهديد أمن المنطقة بشكل كامل من خلال دعم مسلح للمليشيات الحوثية، حيث تواصل طهران تهريب الأسلحة عبر الموانئ الثلاثة "الحديدة والصليف ورأس عيسى" التي تسيطر عليها المليشيات في الساحل الغربي.

ويدير تهريب هذه الأسلحة خبراء إيرانيون موجودون في الحديدة، ويتواصلون مع نظرائهم في صنعاء للاتفاق على كيفية شحنها، وتنقلها المليشيات في وسائل نقل مدنية تحسبًا لاستهدافها، ويتم إرسالها بشكل مباشر إلى صعدة وصنعاء اللتين تُشكّلان نقطة تجميع هذه الصواريخ والطائرات.

وتستخدم إيران، المليشيات الحوثية في حروب بالوكالة تستهدف إنهاك خصومها، عبر حرب عبثية في اليمن.

ومؤخرًا، زوَّدت إيران المليشيات الحوثية بأجهزة تصنت عالية الدقة، قادرة على اختراق شبكات الجوال المفتوحة، تستخدم بها خصومها بعد التعرُّف على مواقعهم.

السلاح الإيراني "الدقيق" وصل إلى المليشيات عبر ميناء الحديدة، على متن سفن تجارية بحسب معلومات استخبارية، بيّنت أنّ من يدير هذه الشبكات هو خبراء إيرانيون يقيمون في الحديدة منذ سنوات.

مليشيا الحوثي وضعت عددًا من أجهزة التنصت على مركبات مموهة تسير بالقرب من الجبهات الرئيسية، وترصد وتتابع المكالمات الواردة من الهواتف للقطاعات العسكرية في تلك المواقع.

وبعدما دأبت طهران لفترات طويلة على نفي علاقاتها بالحوثيين أو دعمهم عسكريًّا، فقد اعترف رئيس الأركان الإيراني محمد باقري بأنّ الحرس الثوري يقدم خدمات استشارية لميليشيا الحوثي، وذلك في حوارٍ مع قناة "فونيكس" الصينية خلال زيارته لبكين.

في الحوار، حاول باقري أن ينأى بإيران عن مسؤولية إرسال الصواريخ والأسلحة إلى الحوثيين الذين تدعمهم طهران قائلاً إنّ اليمن محاصَر وكل الطرق إليه مسدودة، إلا أنّه عاد مرة أخرى لينكر إرسال إيران أسلحة إلى الحوثيين، واصفًا تلك المعلومات بـ"الكاذبة"، لكنه في الوقت نفسه قال إن بلاده تقدم الدعم الاستشاري والفكري للمليشيات.

وأضاف أنّ مسؤول القيام بذلك هو الحرس الثوري، فيما لم يوضح طبيعة الدعم الاستشاري والفكري (الآيديولوجي) للحوثيين، لكن إيران استخدمت في السنوات السابقة تسمية "الاستشاري" لوصف قوات فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري والميليشيات المسلحة التي تحظى بدعم لوجيستي من إيران.

وليس من عادة إيران الاعتراف بهذا الشكل الرسمي بدعم المليشيات الحوثية، لكنّ الأمر يتزامن مع توقعات بتشكيل ضغوط دولية ربما تكون غير مسبوقة على الأذرع الإيرانية في المنطقة.