طائفية الحوثي.. دورات تغسل الأدمغة وتوسِّع النفوذ
تُمثِّل "الطائفية" أحد أبشع صنوف الاعتداءات التي تمارسها المليشيات الحوثية ضد السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها على مدار سنوات الحرب القائمة منذ صيف 2014.
ففي خطوة حوثية جديدة، أقرَّت المليشيات إخضاع موظفي مكتب التربية في صنعاء، لدورات طائفية وقت الدوام الرسمي.
وقالت مصادر تربوية إنّ مليشيا الحوثي أخذت موظفي مكتب التربية في منطقة بيت معياد جنوبي صنعاء بالقوة، وأجبرتهم على حضور دورة طائفية، وقت الدوام الرسمي، دون مراعاة لحاجات ومعاملات السكان.
وأضافت أنَّ المليشيات أغلقت مكاتب التربية، في الوقت الذي تواجد المئات ينتظرون معاملاتهم في المكتب، واقتادت موظفي المكتب بطريقة مهينة ومذلة.
وتولي المليشيات الحوثية اهتمامًا كبيرًا لعقد الدورات الطائفية التي تستهدف من خلالها توسيع دوائر نفوذها بعد غسل أدمغة السكان وفرض الولاء للمليشيات عبر مفاهيم مغلوطة تسعى إلى تمريرها لعقولهم.
وتعتبر ثقافة القتل والكراهية أحد أوجه الطائفية التي غرستها المليشيات الحوثية في عناصرها حتى ذاقت المليشيات بنفسها مرارة هذا القتل البشع.
فبين حينٍ وآخر، تندلع مواجهات حوثية - حوثية، أو يقدم أحد عناصر المليشيات على قتل مجندين يعملون تحت إمرته أو حتى يقتل عنصرٌ حوثي عددًا من أفراد أسرته، تعبيرًا على هذه الأفكار الطائفية التي غرست عقول هذا الفصيل الإرهابي.
محافظة صعدة كانت شاهدةً على هذه الطائفية قبل أيام، حيث أقدم قيادي حوثي على قتل مسلحين يعملان تحت إمرته من أبناء القفر بإب يشاركان المليشيات في جبهة شمال الضالع.
مصادر ميدانية قالت إنَّ القيادي الحوثي برر الإعدام بدم بارد بعدم تنفيذ أوامره بالتقدم للقتال في الخطوط الأمامية، في جبهة الفاخر لكنّهم رفضوا تنفيذ الأمر مشترطين أن يذهب القيادي معهم.
وأضافت المصادر أنّ القيادي الحوثي استدعى المسلحين إلى إحدى العبَّارات للتحقيق والاستجواب ثم باشر إطلاق النار عليهما بعد تجريدهما من السلاح.
وبعد الجريمة، انسحب المسلحون من أبناء القفر باتجاه إب، لكن المشرف الحوثي نصب نقاطا مسلحة لمنعهم من المغادرة، ونشبت اشتباكات جرح خلالها عدد من المسلحين، بحسب المصادر.