الحكومة الجديدة التي لم تتشكّل.. محور إخواني - حوثي يعرقل اتفاق الرياض
الجمعة 6 ديسمبر 2019 00:05:00
"فتِّش عن الحوثي والإصلاح".. لن يُضيع أحدٌ كثيرًا من الوقت في رحلة البحث عن الجهات التي تعرقل تنفيذ بنود اتفاق الرياض.
الاتفاق وقِّع في الخامس من نوفمبر الماضي، بين المجلس الانتقالي وحكومة تصريف الأعمال، التي يفترض أن تكون قد رحلت اليوم الخميس وشُكِّلت حكومة جديدة بناءً على بنود الاتفاق، إلا أنّ كثيرًا من العراقيل كان وراءها حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، والمليشيات الحوثية.
وبعيدًا عن أمر تشكيل حكومة جديدة، تخلف الحكومة الحالية التي اخترقها حزب الإصلاح وسيطر على مفاصلها، فقد عمدت المليشيات الإخوانية و"شقيقتها" الحوثية على عرقلة الاتفاق وذلك من خلال زرع الكثير من المفخخات في مساره.
أحدث التحرُّكات الإخوانية وقعت صباح اليوم الخميس، عندما احتلت مليشيا حزب الإصلاح مدينة أحور بمحافظة أبين، وفتحت نيران أسلحتها على مواقع القوات الجنوبية، وذلك في تحدٍ صارخ لاتفاق الرياض.
وقال شهود عيان، إنَّ القوة الإخوانية المكونة من أكثر من 50 طقمًا خرقت اتفاق الرياض وفتحت النيران على القوات الجنوبية، التي رفضت التعامل مع ذلك التزامًا بما نص عليه الاتفاق.
وأضاف شهود العيان أنَّ القوة الإخوانية احتلت بعض المواقع الهامة في مدينة أحور، كما أنها تواصل حشد قواتها لدخول شقرة، ولفتوا إلى أن القوة الإخوانية لم تكتفِ بذلك لكنها شنّت هجومًا بالأسلحة على مواقع القوات الجنوبية.
التصعيد الإخواني غير المستغرب ينضم إلى عديد المحاولات التي هدفت في المقام الأول إلى إفشال اتفاق الرياض، وذلك يرجع إلى مخاوف من هذا الفصيل على نفوذه سياسيًّا وعسكريًّا في المستقبل القريب.
وفي المرحلة الأخيرة، ومن أجل هذا الغرض، كثّف حزب الإصلاح من تفاهماته مع المليشيات الحوثية بتحركات متزامنة، هدفت جميعها إلى إشعال الفوضى وتصعيد الأوضاع على الأرض.
وقد برهن عضو الجمعية الوطنية الجنوبية جمال بن عطاف، على وجود تناسق بين أدوات إيران الإخوانية والحوثية لإفشال اتفاق الرياض.
"بن عطاف" قال في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "اغتيال اللواء الحمادي الحاجز أمام تقدم الإخوان غربًا.. تحرُّك إخواني من جهة أحوار شرق أبين.. تحرك حوثي في جبهة ثرة والضالع.. نشاط الخلايا النايمة لليلة البارحة في دار سعد".
وأضاف: "كل هذه المعطيات ليست صدفة بل تؤكد تناسق بين أدواته إيران الإخوانية والحوثية لإفشال السعودية واتفاق الرياض".
اتفاق الرياض مثَّل خطوة شديدة الأهمية فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما شوّه حزب الإصلاح الإخواني مسار هذه البوصلة على مدار السنوات الماضية، كما أنّ الاتفاق يحمل أهمية كبيرة فيما يتعلق بالتصدي للفساد المستشري في هيكل "الشرعية"، ويضبط الانتشار العسكري على الأرض.
هذا الأمر يُفسِّر حجم المخاوف الحوثية والإخوانية من اتفاق الرياض، وبالتالي لجأ هذان الفصيلان إلى التصعيد العسكري بغية إفشال الاتفاق، وضمان استمرار مصالحهما ونفوذهما كما هو عليه الحال.