جوانتانامو المليشيات.. حوثيان يقودان تعذيب النساء في سجون الموت البطيء
على غرار سجن جوانتانامو الشهير، أنشأت المليشيات الحوثية سجونًا أشبه بمقاصل، تشهد على وقائع تعذيب مروِّعة بشأن المعتقلين والمعتقلات.
وتنال المعتقلات صنوفًا عديدة من التعذيب على يد مشرف حوثي يدعى "أبو حربة"، ينزل على النزيلات في سجن البحث الجنائي بالضرب المبرح أثناء التحقيق معهن لإجبارهن على الاعتراف بتهم كيدية.
"أبو حربة"، وفق شهود عيان، يرغم السجينات على كشف وجوههن أمامه بالقوة أثناء التحقيق معهن، ويرفع سلاحه الآلي في وجه من يرفضن الانصياع لأوامره.
ليس "أبو حربة" هو الحوثي الوحيد الذي يتعرض للمعتقلات بالتعذيب، فهناك "أبو صقر" الذي يضربهن بـ"عصا" يحملها على الدوام أثناء التحقيق معهن ويرغمهن على الاعتراف بتهم ملفقة.
إجبار القياديين الحوثيين للمعقتلات على الإدلاء بمثل هذه الاعترافات هو مبرر لدى المليشيات من أجل الاعتداء عليهن بأبشع صور التعذيب والانتهاك.
ومنذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014، ارتكبت المليشيات الحوثية الكثير من الانتهاكات ضد النساء، اللاتي تكبّدن آثارًا شديدة الفداحة جرّاء هذه الجرائم.
ويعتبر تعذيب النساء في سجون الحوثي هي أبشع الجرائم التي ترتكبتها المليشيات، وتصل حدة هذه الجرائم إلى العنف الجنسي ضدهن.
وفي مطلع أكتوبر الجاري، كشف تقرير قدمه خبراء بتكليف من مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان تفاصيل الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات، بما في ذلك عنف جنسي ضد نساء في سجون يديرها الحوثيون.
وقال التقرير، الذي ازعج الحوثيين، إنّ المليشيات سعت للتغطية على جرائم اختطافها وإخفائها لعشرات النساء، باتهامهن بارتكاب أفعال "الفجور والدعارة"، وذلك لتجنب الضغوط الاجتماعية والعائلية الرافضة لتلك الممارسات.
وفي العامين الأخيرين، اتهمت النساء بالدعارة والاختلاط والفجور، وقد استخدم الحوثيون في صنعاء مثل هذه التهديدات والمضايقات عند قمع المظاهرات العامة التي تضمّ نساءً ووجهت مثل هذه الاتهامات ضد النساء كوسيلة لـ"إضفاء الشرعية" على الاحتجاز التعسفي للنساء والفتيات، بما في ذلك نشر تصوّر عن النساء والفتيات على أنهن عاهرات محتملات.
وفي وقتٍ سابق، تحدّثت تقارير حقوقية عن وجود 320 سيدة وفتاة داخل سجون الحوثي في صنعاء ومناطق سيطرتها، كما أنّ المليشيات هي سبب ما يحدث من دمار وانتهاكات وتجاوزات تتمثل في عمليات قتل وإصابة للمدنيين خاصةً النساء والأطفال.
وتعمل المليشيات الحوثية على استخدام كافة الوسائل لتعذيب النساء داخل السجون، وكذلك الضغط لإجبار أسرهن على الانضمام لها.