ردع العدوان الإخواني.. جنوبٌ يدافع عنه نفسه

الجمعة 6 ديسمبر 2019 03:24:04
ردع العدوان الإخواني.. جنوبٌ يدافع عنه نفسه

عندما تمّ التوقيع على اتفاق الرياض في العاصمة السعودية بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، في الخامس من نوفمبر الماضي، لم يكن متوقعًا أن تلتزم المليشيات الإخوانية ببنود الاتفاق.

حدث ما كان متوقعًا، ومرّ اليوم الثلاثون على الاتفاق دون أن يحدث شيء، اليوم الذي كان مقررًا فيه تشكيل حكومة جديدة لتنهي مهام حكومة تصريف الأعمال، التي نخر في عظامها حزب الإصلاح الإخواني كسرطان خبيث، أجاد الفتك بعظام منهكة.

لكنّ اليوم الخميس مرّ كما لم يمر غيره، فالمليشيات الإخوانية التابعة لحكومة تصريف الأعمال أغارت على مدينة أحور بمحافظة أبين، وشنّت عدوانًا مروِّعًا أسفر عن استشهاد القيادي في المقاومة الجنوبية بالمدينة الشيخ سالم الساحمي.

التصعيد الإخواني يحمل رسالة بـ"انقلاب واضح الأركان" على اتفاق الرياض، رسالةٌ تؤكّد رسالةً أخرى كان موعدها في الـ20 من نوفمبر الماضي، ذلك اليوم الذي كان مقررًا فيه أن تعود القوات التي تحرّكت من مواقعها ومعسكراتها الأساسية باتجاه العاصمة عدن وأبين وشبوة منذ بداية أغسطس الماضي إلى مواقعها السابقة، وتجميع ونقل الأسلحة المتوسطة والثقيلة بأنواعها المختلفة من جميع القوات العسكرية والأمنية في عدن بإشراف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، إلا أنّ شيئًا أيضًا لم يحدث.

التحركات العسكرية الإخوانية التي تُمثّل تمرُّدًا على اتفاق الرياض، لا يمكن أن تمر مرور الكرام، فمن جانب تبدي القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق؛ إدراكًا منها لأهمية هذه الخطوة على صعيد ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما شوّه مسارها حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، المخترِق لحكومة الشرعية.

هذه الانضباط أو الالتزام الجنوبي ببنود الاتفاق لا يعني الصمت أمام الاعتداءات الإخوانية، فالقوات المسلحة الجنوبية تبقى جاهزة ومتأهبة لصد أي عدوان يستهدف أراضيها ويحاول النيل من أمن شعبها واستقراره، وهو ما يبقى دائمًا في خانة "الدفاع عن النفس".

اتفاق الرياض مثَّل خطوة شديدة الأهمية فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما شوّه حزب الإصلاح الإخواني مسار هذه البوصلة على مدار السنوات الماضية، كما أنّ الاتفاق يحمل أهمية كبيرة فيما يتعلق بالتصدي للفساد المستشري في هيكل "الشرعية"، ويضبط الانتشار العسكري على الأرض.

هذا الأمر يُفسِّر حجم المخاوف الحوثية والإخوانية من اتفاق الرياض، وبالتالي لجأ هذان الفصيلان إلى التصعيد العسكري بغية إفشال الاتفاق، وضمان استمرار مصالحهما ونفوذهما كما هو عليه الحال.