بالمستندات.. القصة الكاملة لواقعة طفل المستشفى التي فضحت وحشية الحوثي
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكبت عديد الانتهاكات ضد الأطفال مُخلِّفةً وراءها حالة إنسانية شديدة البشاعة، وهو ما قوبل بصمت دولي قيل إنّه مشارك في الجريمة.
ففي واقعة جديدة كشفت عن بشاعة الحوثيين، احتجزت المليشيات طفلًا مريضًا، أجرى عملية جراحية في أحد المستشفيات الخاصة بصنعاء، بعدما انتقد والده إدارة المستشفى، المحسوبة على الانقلابيين، عبر منشور كتبه على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
مصادر "المشهد العربي" قالت إنَّ عناصر المليشيات احتجزت الطفل أحمد، بعد إجراء عملية الزائدة في المستشفى، وشقيقه عبدالرقيب نجلي القاضي عبدالوهاب قطران في المستشفى.
وقالت المصادر إنّ إدارة المستشفى الموالية لمليشيا الحوثي وتحظى بحمايتها، ضاعفت المبلغ المتفق للعملية، ما أغضب والد الطفل الذي لجأ إلى حسابه على "فيسبوك" لانتقاد الإدارة.
المسلحون الحوثيون قاموا باحتجاز الطفل المريض وشقيقه المرافق، ومنعوهما من مغادرة المستشفى، إلا بعد حذف منشور والدهما قطران عن المستشفى، إلا أن والدهما كتب منشورًا آخر عن احتجاز طفليه في المستشفى.
الوالد نشر صورة لتكاليف إجراء العملية، وقال: "هذه صورة تكاليف إجراء عملية إزالة الدودة الزائدة لابني أحمد، الذي كتبها المختص بمستشفى عز الشيباني الحوثي، بخط يده وبقلمه، قبل دخول أحمد غرفة العمليات، ثم نقضوا اتفاقهم فنقدناهم فقامت قيامتهم.. كيف ننقد مستشفى ولي الله الشيباني الذي يعالج الجرحى والمجاهدين".
وأضاف: "احتجزوا حرياتنا ومارسو ضدنا التعسفات والاعتقالات، ثم سطوا عليا ظهر اليوم الدكتور توفيق بشر مدير مستشفى الأمين، احذف المنشور واعتذر لهم وسيعفوني من كل التكاليف ويعيدوا فلوسي، قلت له أنا لا أتسول منهم ولست مبتزًا ورخيصًا يكتب ليحصل على المال، أنا صاحب قضية هي النضال لإلغاء استغلال الإنسان لأخيه الإنسان،ولن أدفع فلس باطل، وما هو لهم ياخذوه، وسطو الجن والإنس.. احذف المنشورات واعتذر فرفضت بقوة، وقلت لهم يقاضوني وإذا حكم القضاء أنني تجاوزت حقي الدستوري بالنقد وألزمني بالاعتذار مستعد أنفذ حكمه".
وأضاف: "تواصلوا معي أصحابنا من همدان، ودخلوا للمستشفى أحدهم قبل قليل، والذي أكّد لي أنّ المشرفين الأمنيين سطوه عليا احذف وأعتذر وهم سيحكموني فرفضت، وأضاف قالوا لي إحنا دبلنا الفاتورة لكي نضغط عليه يعتذر ويحذف المنشورات، قلت له لن أحذف ولن أعتذر إلا بحكم قضائي،وحسابهم يأخذوه بالجـ*** سددتهم مائة وثمانية وثمانين ألف ريال زيادة على المتفق عليه ثمانية وستين ألفًا.. لست متسولًا ولا أبحث عن المكرمات".
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل قامت المليشيات الحوثية باحتجاز "عارف"، عم الطفلين، وتمّ اقتياده إلى قسم شرطة مجاور للمستشفى، ولم يفرجوا عنه إلا بعدما وقَّع على تعهدٍ بأن يلزم والد الطفلين بحذف انتقاداته للحوثيين.
وأثناء اعتقال عارف، أبلغه المشرف الحوثي المدعو أبو شهيد بالقول: "أنت رهينة لدينا لنضغط على أخوك يحذف المنشور، أخوك اشتراكي، يريد أن يرجع لنا الدولة الاشتراكية، تأخذ النساء وتبيح الخمر والقحاب".
وقد علّق والد الطفلين على ذلك قائلًا: "يقرأ عليه الضابط ما كتبت قبل أيام عن مدح العدالة الاجتماعية وزمن الاشتراكية التى وفرت للشعوب تطبيب مجاني وتعليم مجاني وخدمات شبه مجانية،ترعبهم الاشتراكية وفكرها التقدمي المنحاز للطبقات المظلومة،وقضيتها الأساسية إلغاء استغلال الإنسان لأخيه الإنسان".
وتوجّه والد الطفلين المحتجزين لدفع المبلغ المضاعف بهدف إخلاء سبيل طفليه، غير أنَّ المليشيات رفضت ذلك في بادئ الأمر، قبل أن تقدم على إطلاق سراحهما خوفًا من تفاقم الغضب ضدها.