بيان الانتقالي بعد العدوان الإخواني.. جنوب ملتزم سياسيًّا ومتأهب عسكريًّا

الجمعة 6 ديسمبر 2019 14:09:15
بيان "الانتقالي" بعد العدوان الإخواني.. جنوب ملتزم سياسيًّا ومتأهب عسكريًّا

بحنكة سياسية بالغة، جدَّدت القيادة السياسية الجنوبية التزامها الكامل ببنود اتفاق الرياض الموقّع بين المجلس الانتقالي وحكومة تصريف الأعمال، على الرغم من الانتهاكات والخروقات التي ترتكبها المليشيات الإخوانية التابعة للحكومة.

وبعد العدوان الإخواني على مدينة أحور، جدَّد المجلس الانتقالي الجنوبي، التزامه الكلي بمضمون اتفاق الرياض، ودعا حكومة تصريف الأعمال، إلى التعامل بالمثل.

وعّبر المجلس، في بيان اطلع عليه "المشهد العربي"، عن رفضه لكل محاولات الحكومة الخروج عن نص الاتفاق، بالتحشيد المستمر في اتجاه الجنوب، وشدَّد على تمسُّكه بحقه في الدفاع عن أرضه، مؤكدًا قدرته على التصدي وردع أي قوة تحاول تجاوز خطوط التماس الحالية.

ونبَّه إلى انحياز المجلس الانتقالي إلى السلام، الذي يعد دعما لجهود الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لتجاوز المشكلة الراهنة وتوحيد الجهود باتجاه المعركة الأساسية ضد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وحذَّر المجلس الانتقالي من محاولات مليشيا الإخوان المتطرفة إفشال الاتفاق، خدمة لمليشيا الحوثي، لافتًا إلى تجميدها القتال لسنوات في الشمال، وأرجع تمسُّكه وقوات المقاومة والجيش الجنوبي، بالسلم احترامًا لجهود الأشقاء، مؤكدًا في الوقت نفسه استعداده بالقوة لردع كل متطاول ومستهتر.

ومارست المليشيات الإخوانية تمرُّدًا وانقلابًا جديدًا على اتفاق الرياض، أمس الخميس، باحتلالها مدينة أحور بمحافظة أبين، وشنّ عدوان مروع أسفر عن استشهاد القيادي في المقاومة الجنوبية بالمدينة الشيخ سالم الساحمي.


التصعيد الإخواني حمل رسالة بـ"انقلاب واضح الأركان" على اتفاق الرياض، رسالةٌ تؤكّد رسالةً أخرى كان موعدها في الـ20 من نوفمبر الماضي، ذلك اليوم الذي كان مقررًا فيه أن تعود القوات التي تحرّكت من مواقعها ومعسكراتها الأساسية باتجاه العاصمة عدن وأبين وشبوة منذ بداية أغسطس الماضي إلى مواقعها السابقة، وتجميع ونقل الأسلحة المتوسطة والثقيلة بأنواعها المختلفة من جميع القوات العسكرية والأمنية في عدن بإشراف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، إلا أنّ شيئًا أيضًا لم يحدث.

التحركات العسكرية الإخوانية التي تُمثّل تمرُّدًا على اتفاق الرياض، لا يمكن أن تمر مرور الكرام، فمن جانب تبدي القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق؛ إدراكًا منها لأهمية هذه الخطوة على صعيد ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما شوّه مسارها حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، المخترِق لحكومة الشرعية.

هذه الانضباط أو الالتزام الجنوبي ببنود الاتفاق لا يعني الصمت أمام الاعتداءات الإخوانية، فالقوات المسلحة الجنوبية تبقى جاهزة ومتأهبة لصد أي عدوان يستهدف أراضيها ويحاول النيل من أمن شعبها واستقراره، وهو ما يبقى دائمًا في خانة "الدفاع عن النفس".

تجلّى هذا الأمر جيدًا في بيان المجلس الانتقالي الذي جدّد على التزامه بالاتفاق من جانب، مع العمل على الدفاع عن النفس بشكل كامل، إزاء الاعتداءات الإخوانية المتواصلة، وقد ورد ذلك أيضًا على لسان مصدر جنوبي رفيع أكّد أنّه لن يُسمح بدخول أي قوة شمالية صوب محافظة أبين حتى لو اندلعت حرب طاحنة، مشيرًا إلى أنّ القوات الجنوبية مستعدةٌ للتصدي لذلك.

وقال المصدر إن الاستعداد القتالي لدى القوات الجنوبية كبير، ولا قلق في هذا الجانب، والمجلس الانتقالي يقوم بواجبه على أكمل وجه، وطمأن شعب الجنوب بأن القيادة تقوم بواجبها في وضع كل الأمور قيد العمل سياسيًّا وعسكريًّا وأمنيًّا.

وأضاف: "أوضاع أبين مطمئنة، والرجال الأبطال هناك مستعدون، وستنكسر أي قوة تحاول التلاعب أو التقدم في أي مديرية".