محاربة التحالف لتجنيد الأطفال.. جهود عظيمة لغسل الإرهاب الحوثي
في الوقت الذي يمثل تجنيد الأطفال جريمة شديدة البشاعة اقترفتها المليشيات الحوثية، يعمل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على إنقاذ مستقبل هؤلاء الأطفال وتطهير عقولهم منذ هذه الأفكار المروِّعة.
الناطق باسم قوات التحالف العربي العقيد تركي المالكي أكّد أنّ المليشيات الحوثية جنَّدت نحو 23 ألف طفل للزج بهم في جبهات القتال، وقال إنَّ التحالف يواصل جهوده لإنقاذ الأطفال الذين جندتهم المليشيات.
وأضاف "متحدث التحالف" أنَّ المكان الطبيعي لهؤلاء الأطفال هو المدارس وليس جبهات القتال، مشدِّدًا على أنَّ وحدة حماية الطفل تمكَّنت من إعادة 132 طفلًا منهم.
وشدد العقيد المالكي على أنَّ هذا العدد من الأطفال تم القبض عليهم في ساحات المعركة، قبل أن يتم تأهيلهم وتقديم الرعاية الصحية لهم وإعادتهم إلى ذويهم.
وقبل نحو أسبوع، وفي إطار جهوده الإنسانية، قام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بمدينة مأرب، تدشين الدورة الخامسة من المرحلة التاسعة والعاشرة من مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين في اليمن.
ويخضع في هذه الدورة 27 طفلًا سبق تجنيدهم على يد المليشيات الحوثية لبرنامج نفسي واجتماعي بإشراف مختصين لإعادتهم إلى حياة الطفولة، وإعادة من انقطع منهم عن الدراسة إلى المدارس.
وتستمر الدورة 45 يومًا تتخللها أيام مفتوحة ورحلات ترفيهية إضافة إلى الأنشطة الرياضية وأنشطة غرفة الدعم النفسي والاجتماعي والإشراف المتكامل، بما يضمن استفادة الأطفال من البرنامج والعودة لممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
ويعتبر "تجنيد الأطفال" الجريمة الأشد بشاعة التي اقترفها الحوثيون ضد الأطفال من أجل تعزيز جبهاتهم، وقد كشفت إحصاءات رسمية أنّ الحوثيين جنَّدوا نحو 30 ألف طفل لإشراكهم في المواجهات الدائرة خلال الحرب العبثية التي أشعلتها في صيف 2014.
وفي الفترة الأخيرة قدَّمت المليشيات عروضًا للأهالي بمنح مكافآت مالية لكل طفل يذهب إلى جبهات القتال، مع منح أسرته موادًا إغاثية وتسجيلهم في قوائم المستحقين للمواد الغذائية، وأولوية العلاج في المستشفيات، ومنح بطاقات ورقية لكل أسرة يتم الحصول بموجبها على ما يسمى بـ"مكرمة السيد".
وهذه المكرمة عبارة عن بطاقة صغيرة تمنح الأسر أولوية العلاج والسفر والتعليم والمواد الإغاثية والصحية والحصول على أنابيب الغاز، وتسهيل كافة الخدمات التي تحتاجها الأسر التي تتعاون في إرسال أطفالهم للجبهات.
في المقابل، تعمل المملكة العربية السعودية على التصدي لهذه الممارسات الإرهابية الحوثية، وذلك من خلال إعادة تأهيل الأطفال ونزع مثل هذه الأفكار المسمومة من عقولهم.
مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة لإعادة تأهيل الأطفال المجنّدين، يتضمّن عشر مراحل، حيث يدخل الطفل الذي تأثر بما شاهد في ساحات المعارك، ويُحدِّد المختصون الاحتياجات الخاصة للطفل سواء علاج طبي أو طبيعي.
ويبدأ الطفل بمرحلة التأهيل النفسي من خلال جلسات السلوك المضادة للاكتئاب والقلق، ويتابع فريق التغذية صحة الطفل وفق برنامج غذائي يشمل خمس وجبات.
وينظم المركز رحلات ترفيهية يشارك فيها الطفل لاكتشاف موهبته، ويتم العمل على تنميتها، ويُمنح كل طفل حقيبة تعليمية متكاملة قبل التحاقه بالمدرسة مع متابعة لمستواه الدراسي، كما يتم إعداد محاضرات لأولياء أمور الأطفال قبيل التخرج للتوعية بمخاطر التجنيد والمسؤولية القانونية المترتبة على ذلك.