سيول سقطرى.. تعويلٌ على خير الإمارات
في الوقت الذي تتعرض فيه أرخبيل سقطرى لهطول أمطار شديدة الغزارة في هذه الأيام، يُعوِّل سكان المحافظة على دور إغاثي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة، كعادتها الإنسانية العظيمة، من أجل إنقاذهم، في وقتٍ تتمادى فيه السلطة الإخوانية المحتلة للمحافظة في غيّها وغيابها عن توفير احتياجات الأهالي.
ودعت هيئة الأرصاد، اليوم الجمعة، بمحافظة أرخبيل سقطرى، المواطنين بأخذ الحيطة والحذر خلال التحرك بالسيارات بالقرب من الأودية والعبور منها خلال الساعات القادمة، موضحةً أنّ أجواء أرخبيل سقطرى ستتأثر بتدني الرؤية الأفقية والعمودية.
وطالبت الهيئة، قاطني المناطق القريبة من السواحل باللجوء لأماكن أكثر أمانًا؛ تحسبًا لارتفاع منسوب الأمواج وتدفق السيول، ونوهت بأنَّ السحب الركامية المنخفضة والسحب الطبقية المتوسطة تغطي القبة السماوية لسقطرى، كما تتواصل الأمطار بمختلف المناطق.
وتوجّهت المطالب على الفور إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لأن تواصل دورها الإغاثي من أجل مواجهة الظروف الراهنة، حيث ناشد نشطاء من محافظة أرخبيل سقطرى المنظمات الإنسانية وفي مقدمتها مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي، بضرورة التدخل العاجل وإنقاذ أبناء المحافظة من تبعات المنخفض المداري.
وأكّد النشطاء أنَّ الأمطار تتواصل منذ أربعة أيام متتالية، كما تسببت السيول الجارفة الناتجة عنها بقطع الطرقات الرئيسية، وحدوث انزلاقات طينية في كثير من جبال الأرخبيل، وشدَّدوا على أنّ الأهالي يعيشون أوضاعًا صعبة؛ بسبب تقطع أوصال المحافظة وبخاصةً جزيرتي عبدالكوري وسمحة.
التعويل على دور إغاثي تُقدِّمه دولة الإمارات هو امتداد لسلسلة طويلة من الجهود التي قدّمتها على مدار السنوات الماضية، والتي نالت منها محافظة أرخبيل سقطرى نصيبًا وافرًا وهو ما مكّن السكان من التصدي لـ"سرطان الإهمال" الناجم عن احتلال سلطة الإخوان للمحافظة.
وفيما يتعلق بمواجهة السيول والأمطار الغزيرة، فكثيرًا ما قدّمت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في ذراعها الإنسانية الهلال الأحمر، جهودًا لإغاثة السكان في أرخبيل سقطرى، ففي مطلع ديسمبر الجاري انتهت الهيئة من بناء مدينتي ياس والعين السكنيتين في منطقة دكسم بجزيرة سقطرى، خصصتهما للمتضررين من الأعاصير الأخيرة التي طالت الأرخبيل.
وسلمت المؤسسة المنازل في المدينتين، اللتين تضمان 23 و 20 وحدة سكنية على التوالي، إلى المتضررين من الأهالي، الذين عبّروا عن شكرهم وتقديرهم للجهود الإماراتية الإنسانية والإغاثية، في عموم الجنوب.
وأنشأ "هلال الإمارات" عدة مدن سكنية في محافظة أرخبيل سقطرى للمتضررين من الأعاصير، ومنها مدينة زايد 1 وزايد2 ومدينة دفعرهو جنوب سقطرى بنوجد، وعدد من المنازل السكنية في مختلف القرى والمناطق في الأرخبيل.
كما تتضمّن مشروعات الهلال الأحمر الإماراتي في سقطرى، إلى جانب مدينة الشيخ زايد ومرافقها الصحية والتعليمية والخدمية الأخرى، إنشاء وصيانة 42 فصلًا دراسيًّا في 14 مدرسة وتوفير المعينات الدراسية من كمبيوترات وغيرها، إلى جانب إنشاء روضتين وصيانة وتأهيل 44 مسجدا، وإنشاء شبكة مياه بطول 75 كيلومترًا، إضافة إلى إنشاء حاجز بحري لحماية مركز الإنزال السمكي بحديبو مركز المحافظة، وتوفير 100 قارب للأهالي الذين يمتهنون صيد الأسماك الذي يعتبر من مصادر الدخل الرئيسة في الأرخبيل، كما أنشأت حديقتين عامتين وملعبين رياضيين.
في المقابل، فإنّ المحافظ الإخواني رمزي محروس يكرّس وقته فقط لتكريس السلطة الإخوانية المحتلة للأرخبيل، عبر سلسلة من القرارات التي من شأنها تعزيز هيمنة حزب الإصلاح على المحافظة.
وكثيرًا ما نظّم أهالي أرخبيل سقطرى احتجاجات واعتصامات تطالب بإسقاط الهيمنة الإخوانية وإسقاط المحافظ الإخواني محروس، بعدما افتُضحت المؤامرات التي يقودها في المحافظة.