حرب عسكرية - إعلامية.. المقدشي يقود عدوانًا إخوانيًّا على الجنوب

السبت 7 ديسمبر 2019 00:19:21
 حرب عسكرية - إعلامية.. المقدشي يقود عدوانًا إخوانيًّا على الجنوب

"دخلت الحرب عامها الخامس ولا يزال جيش الشرعية مترنحًا، عطَّل المواجهة أمام الحوثيين، وجّه البوصلة في اتجاه آخر، انشغل فقط باستهداف الجنوب".. الحديث عن جيش الشرعية الذي يقودها محمد المقدشي، الذي يقود مؤامرة تستهدف الجنوب، مقابل تهدئة في الجبهات أمام المليشيات الحوثية فضحت الكثير من الحقائق.

جيش نظام الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي ارتكب كثيرًا من الخطايا، وطعن التحالف العربي من الخلف على الرغم من الدعم الكبير الذي ناله على مدار سنوات الحرب، وسلّم الحوثيين مواقع استراتيجية وجمَّد جبهات أخرى، ما أخَّر حسم المواجهة العسكرية وتسبّب في إطالة أمد الحرب إلى وضعها الراهن.

في الوقت نفسه، ركَّز جيش هادي على معاداة الجنوب واستهدافه عبر مؤامرات متعددة الأوجه، حاولت إشعال الفوضى على أراضيه والنيل من قضيته العادلة التي تعرَّضت لتهميش متعمد على مدار سنوات طويلة.

وزير دفاع حكومة تصريف الأعمال محمد المقدشي يلعب دورًا رئيسيًّا في هذه المؤامرة، وقد كشف ذلك الناطق باسم المنطقة العسكرية الرابعة محمد النقيب الذي أكّد أنّ المنطقة لا تعترف بسلطة المقدشي.

ففي بيانٍ اطلع عليه "المشهد العربي"، وجَّه النقيب اتهامًا للمقدشي بأنّه وجّه أبواق إعلامية موالية لحزب الإصلاح الإخواني لاستهداف قيادة المنطقة العسكرية الرابعة والقادة العسكريين الذين أيدوا المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال النقيب في بيانه: "بلغني أنّ المقدشي وزير دفاع الشرعية وجّه مطابخ الإخونج بتوجيه حملة إعلامية على القادة العسكريين الجنوبيين الذين أيّدوا المجلس الانتقالي واختاروا الانتصار لإرادة شعبهم الجنوبي".

وأضاف متحدث "العسكرية الرابعة": "للأسف من بين المشتغلين على الحملة جنوبيون إخونج متغطرسون سنكشفهم.. من جانبنا وأقولها للمرة العاشرة أنّ المقدشي لا سلطة له على المنطقة العسكرية الرابعة ولا نعترف به".

قيادة المقدشي لمخطط استهداف الجنوبيين أمرٌ ليس بالجديد ممن يعتبر أحد أذرع الإرهابي علي محسن الأحمر، حيث يعمد المخطط في المقام الأول إلى النيل من الجنوب عبر استهداف مواطنيه وقضيته العادلة.

ودائمًا ما يصدر المقدشي توجيهات بالعناصر المسلحة المنضوية ضمن ما يُسمى "الجيش الوطني" للاستمرار في الاعتداء على الجنوبيين، وهذا الجيش عبارة عن مجاميع مسلحة تتبع أغلبها حزب الإصلاح الإخواني وتعمل على تنفيذ أجندته.

ولم ينسَ المقدشي بين حينٍ وآخر أن يغسل سُمعة نظام "الشرعية" الملوثة التي تطاردها فضيحة الارتماء في أحضان الحوثيين، وذلك عبر إدلائه تصريحات تحمل مغازلة للتحالف للعربي بشأن محاربة الحوثيين والتصدي لهم حتى تحرير صنعاء، لكنّ الوقائع الميدانية على الأرض تكشف الفضيحة الإخوانية الكاملة، وكيف لهذا الفصيل أن طعن التحالف من الظهر، وجمَّد كثيرًا من المواجهات أمام الحوثيين.

ولن يحتاج أحدٌ كثيرًا من الوقت لفهم الأسباب التي تقود حزب الإصلاح وقادته البارزون في نظام المؤقت هادي، إلى هذه الخيانة، فهذه العناصر حقَّقت الكثير من المكاسب لا سيّما "ماليًّا" خلال سنوات الحرب، ما يعني أنَّ انتهاء الحرب أو حسمها أمرٌ لن يكون في صالحهم على الإطلاق.

كما لا يجب استبعاد اتفاق الرياض من قراءة المشهد، فالعناصر الموالية لحزب الإصلاح في حكومة تصريف الأعمال تعلم جيدًا أنّ لا وجود لها في المستقبل القريب سياسيًّا وعسكريًّا، لا سيّما أنّ الاتفاق يقضي بتشكيل حكومة جديدة، كان يُفترض أنّ تعلن يوم أمس الخميس، بالإضافة إلى أنّ الاتفاق يُعيد هيكلة القوات التي تحارب الحوثيين، ما يعني استئصال العناصر الإخوانية "الخائنة" التي عطَّلت حسم الحرب.

إزاء ذلك، لم يجد حزب الإصلاح، المخترِق لنظام "المؤقت" هادي سبيلًا إلا تصعيد استهداف الجنوب عبر تحركات عدة، سواء عسكريًّا عبر اعتداءات غاشمة على مدن جنوبية، أو إعلاميًّا عبر توظيف بعض الأبواق التي لا يكون شاغلها الشاغل إلى استهداف الجنوب وشعبه.