مواجهات حوثية - قبلية تنذر بانفجار صنعاء.. ما الذي حدث؟

السبت 7 ديسمبر 2019 03:03:28
 مواجهات حوثية - قبلية تنذر بانفجار صنعاء.. ما الذي حدث؟

في وقتٍ تتخوف فيه المليشيات الحوثية من اندلاع احتجاجات شعبية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، اندلعت في الساعات الماضية مواجهات مسلحة عنيفة بين الانقلابيين ورجال قبائل في محافظة صنعاء.

المواجهات اندلعت بين رجال من قبيلة سنحان وعناصر حوثية في وادي الاجبار ـ بيت السراجي، عقب قيام عناصر المليشيات باقتحام قرية الحائط، بسبب إحياء ذكرى مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

مصادر محلية قالت إنّ المليشيات الحوثية دفعت نحو 40 طقمًا إلى القرية، أعقبها نشوب مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل تسعة من عناصر المليشيات وجرح 41 آخرين.

وأضافت المصادر أنَّ الأوضاع لا تزال متوترة بين الجانبين، موضحةً أنَّ المليشيات لم تستطيع السيطرة على الوضع ولجأت لإرسال وساطة قبلية وتهدئة.

هذه الاحتجاجات العنيفة تتزامن مع مخاوف كبيرة تنتاب المليشيات من اندلاع احتجاجات ضدها، في ظل المآسي الكبيرة التي يعيشها السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وفي الفترة الأخيرة، اتخذت المليشيات الحوثية إجراءات شديدة القمع في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بغية وأد أي احتجاجات ضدها، على غرار المظاهرات التي تسود في العراق ولبنان وإيران.

وشدَّدت المليشيات من إجراءاتها الأمنية على مداخل صنعاء، ونشرت نقاط تفتيش في الحارات، واستخدمت أسلوب الترهيب عبر وسائل الإعلام التابعة لها؛ تحسبًا لأي مشاركة في مظاهرة أو تجمع أو مسيرة، سواء كانت مطلبيةً أو سياسية.

وأكّدت المليشيات أنّها ستواجه أي تحرك احتجاجي ضدها وستعده ضمن الخيانة العظمى، حيث أطلق الحوثيون حملة اعتقالات سمتها "احترازية" ضد النشطاء والعناصر "المؤتمرية" أو الذين كانوا سابقًا من نشطاء حزب المؤتمر، كما وجهوا مسؤولي الحارات بالرفع بأسماء المشتبه بوفائهم للرئيس السابق الراحل علي عبد الله صالح أو الذين لا يزالون غير مقتنعين بالتعاون مع سلطة الحوثيين وكل المعارضين لسياسة المليشيات.

وهدفت هذه الخطوة إلى ترهيب السكان وإيجاد ذرائع لاختطاف وحجز المعارضين، والتغطية على كل انتهاكاتهم ضد المدنيين، لا سيّما تجاه المعارضين.

وضمن الإجراءات الحوثية أيضًا، وصلت تعزيزات عسكرية تابعة للمليشيات إلى عدد من مديريات أمانة صنعاء، ووزّعت عناصرها على مربعات أمنية ونقاط تفتيش وأماكن أخرى متفرقة من المدينة وسط حالة من الرعب في أوساط قيادتها.

ويعاني الحوثيون حالةً من الرعب ظهرت إلى العلن في أعقاب إلقائها سيلًا من الاتهامات على جهات خارجية زعمت أنها تسعى لتأجيج الشارع ليثور ضدها، مما يبرهن على أن المليشيات باتت تعي جيدًا أنّ الشارع أضحى مستعدًا للخروج في احتجاجات ضدها تمهيدًا لإطاحتها على غرار الانتفاضة التي يشهدها لبنان والعراق وطالت إيران نفسها.