قصة قذيفة حوثية حوّلت أبًا إلى أشلاء أمام زوجته وأطفاله

السبت 7 ديسمبر 2019 18:39:16
قصة قذيفة حوثية حوّلت "أبًا" إلى أشلاء أمام زوجته وأطفاله
"من آمن العقاب، ارتكب كل انتهاك".. مقولة أصبحت تليق أكثر على الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية ضد المدنيين، دون أن يتدخّل المجتمع الدولي بإجراءات تردع الانقلابيين عن  ارتكاب هذه الجرائم.
ففي قرية وادي العقوم بمديرية الدريهمي جنوبي محافظة الحديدة، ارتكبت المليشيات الحوثية جريمة مروّعة حيث سُمع انفجار هائل عند أطراف القرية، ما أثار رعبًا وفزعًا بين السكان،
لم تمر سوى بضع دقائق حتى سقطت القذيفة الثانية وسط المنازل هذه المرة، وتلتها ثالثة أصابت أحد المنازل بشكل مباشر، ثم انهمر الحقد الحوثي على القرية بصورة جنونية اضطرت سكانها إلى الهروب للنجاة بأنفسهم.
إلا أنّ المليشيات التي اعتادت على ممارسة الجرائم الوحشية لم تكن لتقتنع بمنظرهم وهم يجرون أطفالهم ويهرعون بحثًا عن ملجأ آمن يقيهم شرها بل أرادت أن ترى ما هو أبشع من ذلك.
تروي زهراء عايش، البالغة من العمر 35 عامًا، تفاصيل مجزرة المليشيات في قريتها، التي فقدت فيها زوجها عادل، التي حولتها إلى أرملة تعيل ستة أطفال، وتقول لصحيفة البيان: "كنت أجري أنا وعادل وأطفالي الخمسة، ولم أكن أعلم أني حامل بطفلة وقتها، ثم توقف زوجي حينما رأى عجوزًا لم تستطع اللحاق بالهاربين، التفت إلي وقال خذي الأولاد واجري بهم سريعا وأنا سأعود لأحملها وألحق بكم".
وتضيف: "ابتعدنا قليلًا عن القرية وكان الحر شديدًا فتوقف زوجي ليستريح تحت شجرة، حيث كان متأخرًا تفصلني عنه مسافة 50 مترًا، وضع العجوز على الأرض وأشار إلي بيده أن أواصل السير، وجلس بجواره والده وجدي وجدتي و4 آخرين.. مضيت عدة خطوات فقط ثم ارتجفت وسقطت على الأرض أحضن أولادي.. خفت كثيرًا أن ألتفت فقد كان ثمة هاجس يخبرني أن هذه القذيفة بالذات ليست ككل سابقاتها بل إن هذا الدوي المرعب يحمل معه شيئ مهول وحين نظرت إليهم تأكد لي ما كان هاجسا حيث كانت استهدفتهم القديفة بدقة وكان منظرهم أشلاء".
الجريمة الحوثية تنضم إلى العديد من جرائم الحرب التي اقترفتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب العبثية دون أن تجد هذه الجرائم تدخلًا رادعًا من قِبل المجتمع الدولي.
وعلى مدار سنوات الحرب، تسبّب الحوثيون إجمالًا في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ أربعة ملايين طفل وُلِدوا منذ بداية الحرب، في الوقت الذي تمّ تسجيل 51% فقط من المرافق الصحية التي ما زالت قيد العمل.
ولا يتقاضى أكثر من مليون موظف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين رواتبهم، منذ توقفها في سبتمبر 2016، ويعتمد السكان على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.
ومع تعدُّد التقارير الدولية التي بيَّنت حجم المآسي الإنسانية الناجمة عن الحرب العبثية الحوثية، يظل المجتمع الدولي متهمًا بعدم اتخاذ إجراءات رادعة على الأرض توقف هذا الإرهاب الحوثي الفتاك.
ويمكن القول إنّ الدور الأممي يقتصر على بيانات يُقال إنّه لا تساوي قيمة الحبر الذي تُكتب به، كونها لا تؤدي إلى أي تغييرات جذرية على الأرض، لا سيّما فيما يتعلق بردع المليشيات الحوثية وإجبارها على الانخراط في طريق السلام.