نشر الكمائن.. هل يحمي الجنوب من اعتداءات مليشيا الإخوان؟
كشفت الاعتداءات الإخوانية المتزايدة على الجنوب في الفترة الأخيرة ضرورة حتمية لاستعدادات من نوع خاص، من أجل ردع أي عدوان تشنه هذه المليشيات التابعة للشرعية.
الخبير والمحلل العسكري العميد خالد النسي حدَّد طريقةً يمكن من خلالها دحر الاعتداءات الإخوانية، التي تفاقمت عقب التوقيع على اتفاق الرياض، وهي تتمثّل في "نشر الكمائن".
النسي قال في تغريدة عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "وضع الكمائن على الطرقات هي الأفضل لنا، وستكون وبالًا على الغزاة من خارج حدود الجنوب".
وأضاف النسي: "دائمًا الأرض تقاتل إلى جانب لأهلها وهؤلاء غزاة ويجب قتالهم بكل الطرق الممكنة".
المحلل العسكري الجنوبي تابع: "كل شبر على أرض الجنوب سيكون إلى جانبهم لأن الأرض ترفضهم ولا يجب أن نعطيهم الفرصة ليوصلوا إلى مدننا ويرعبون أهلنا".
"وضع الكمائن" يمكن أن تكون طريقة مناسبة ضمن الآليات التي يتصدى بها الجنوب، عبر قواته المسلحة الباسلة، للاعتداءات عديدة الأوجه التي تشنها المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية، التي تستهدف في المقام الأول إفشال اتفاق الرياض.
وكانت المليشيات الإخوانية قد شنّت عدوانًا أمس الأول الخميس على مدينة أحور بمحافظة أبين، إلا أنّ القوات الجنوبية استطاعت التصدي لها ببسالة هائلة، ودحرت هذا العدوان عن أرض الجنوب.
الهجوم الإخواني الأخير تزامن مع اليوم الذي كان محددًا فيه تشكيل حكومة جديدة، حيث نصَّ اتفاق الرياض المُوقَّع في الخامس من نوفمبر الماضي، على تشكيل حكومة جديدة خلال ثلاثين يومًا مع توقيع الاتفاق.
ويبدو أنّ هذا التزامن كان رسالة من المليشيات الإخوانية بأنّها ستواصل العمل على إفشال الاتفاق، وذلك لاقتناع حزب الإصلاح بحجم الخسائر التي تلحق به جرّاء الاتفاق على الصعيدين السياسي والعسكري.
استعار التصعيد الإخواني ضد الجنوب يؤكّد أنّه من الواجب التحلي بكامل الاستعداد من قِبل القوات المسلحة الجنوبية في الفترة المقبلة لمواجهة أي عدوان إخواني، وذلك إلى جانب الالتزام السياسي ببنود اتفاق الرياض.
هذا الأمر عبَّرت عنه القيادة الجنوبية في أكثر من رسالة، مفادها الالتزام ببنود الاتفاق، مقابل العمل كذلك على حماية أراضيها من أي اعتداء، وذلك من منطلق الدفاع عن النفس.
اتفاق الرياض يهدف في المقام الأول إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، وهو ما يُفسِّر تفاقم الاستهداف الإخواني له، حيث عمل حزب الإصلاح ومليشياته الإرهابية طوال الفترة الماضية على تحريف بوصلة الحرب بعيدًا عن هدفها الرئيسي، من خلال تسليم الحوثيين مواقع استراتيجية أو تجميد جبهات أخرى، وهو ما كبّد التحالف العربي تأخُّر حسم الحرب.
في الوقت نفسه، فإنّ الاتفاق حقّق العديد من المكاسب للقضية الجنوبية، أهمها عودة القضية إلى بؤرة الاهتمام على الصعيدين الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى وضع الجنوب طرفًا رئيسيًّا في معادلة الحل السياسي في الفترة المقبلة.
إزاء ذلك، فإنّ المليشيات الإخوانية تتعمَّد التصعيد العسكري من أجل إفشال الاتفاق، وهي محاولات مستمرة تُقابَل بردع عسكري من قِبل القوات الجنوبية من منطلق الدفاع عن النفس، وفي الوقت نفسه تفويت الفرصة أمام محاولات الاستفزاز الإخوانية عبر التأكيد على الالتزام بالاتفاق على مدار الوقت.