إئتلاف جنوبي بثوب شمالي

كما يقول المثل إدا لم تستح إفعل ماتشاء وهذا المثل ينطبق على كثير من الجنوبيين الإمعاءات الذين يسوقون بيع الوهم للشعب وهم يدركون جيداً بأنهم يسيرون في حلقة مفرغة لكنه الغباء والإستحمار السياسي أحياناً يدفع بمثل هؤلاء الحمقاء عباد الدراهم ممن باعوا أنفسهم رخيصة كرخص التراب لأسيادهم من القوى اليمنية الذين يقبلون نعالهم ورؤوسهم تيمناً بهم ليحصلوا على الفتات من المال والطعام الذي يرمى لهم بعد ان تشبع الظباع.

نحن كجنوبيين لسنا مستغربين لما حصل في سيئون يوم أمس من إشهار لفرع مايسمى زوراً وبهتاناً بالإئتلاف الوطني الجنوبي وهو أبعد عن قضية الجنوب من بعد الشمس عن الارض بحراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال اليمني فقد سبق وإن حصل مثل هذه المسرحيات العقيمة أكثر من مرة وكلها بأسماء جنوبية وفي الحقيقة غير ذلك لاسيما أثناء ثورة الحراك الجنوبي التي صاحبها ظهور مثل هذه المكونات الهلامية المراد منها إعاقة القوى الجنوبية الحاملة للقضية الجنوبية وذهبت في مهب الرياح بعد أن رفضها الشعب جملة وتفصيلاً لأنها لاتحمل تطلعاته لا من قريب ولا من بعيد.

هكذا عودتنا قوى الشمال مع كل انجاز جنوبي عظيم تذهب هذه القوى الى إستخدام بعض ضعفاء النفوس من الجنوبيين كمطايا لتحقيق أهدافهم الخبيثة عبر هذه الأذرع وبعد ولادة المجلس الانتقالي الجنوبي بعد مخاض عسير نقل الجنوب من مربع الإنقسام والتيهان الى مستوى أفضل مما كان عليه في السابق بوجود الحامل الحقيقي للقضية الذي قطع الطريق على الذين يتاجرون بها وأصابهم بالإرباك والتخبط وراحوا يبحثون عن وسائل جديدة لإعاقة جهود المجلس الانتقالي الذي نقل القضية الى مستويات أعلى وبات اللاعب الجنوبي الوحيد الذي حصل على الإعتراف الدولي وتوجد ذلك بمشاركته في حوار جدة مرورا بإتفاق الرياض كممثل للجنوب في إي مفاوضات قادمة لانهاء الحرب في اليمن.

وبعد هذا الاتفاق التاريخي الذي أعطى للجنوبيين الإعتراف الشرعي حركت الشرعية اليمنية وتحيدداً الأطراف الخاسرة من هذا الإتفاق أياديها للعب في الوقت الضائع لإفشال جهود التحالف العربي في إرساء السلام والأمن والإستقرار في البلاد من خلال تأسيس مكونات وتفريخ أخرى بمسميات جنوبية للنيل من المجلس الإنتقالي الجنوبي كالإئتلاف الوطني الجنوبي زاعمين بأنه منافس للمجلس الانتقالي وهنا بون شاسع بين الانتقالي والإئتلاف الاول جاء بمباركة شعبية عبر مليونية جماهيرية وتحت حراسة قوات جنوبية والثاني ظهر متخفياً وفي قاعة صغيرة لاتتسع لمائة نفر وتحت حراسة قوات شمالية بحتة ووسط حالة رفض شعبي عارم وتغطية إعلامية سخيفة من الإعلام اليمني الذي حاول تلميع هذا المكون على انه يمثل تطلعات الجنوبيين زوراً وبهتاناً ويبدوا أنهم لم يفهموا كثيراً حقيقة مايدور على ارض الجنوب الذي حزم أمره وتجاوز مرحلة هذه المكونات الكرتونية التي لاتسمن ولاتغني من جوع.

كلما تقدمنا خطوة ظهر لنا من يدعي انه له الحق بتمثيل الجنوب بحجج صبيانية عبر إسطوانات مشروخة وتشكيل مكونات جوفاء عنوانها الجنوب وأدبياتها يمنية تريد جرنا مرة أخرى الى جحر صنعاء وهولاء لن يفلحوا وسيقطوا في مزبلة التاريخ كغيرهم ممن سبقهم لأنهم يحملون مشاريع هزيلة فالإئتلاف الوطني الجنوبي وان حمل اسم الجنوب فهو مكون جنوبي بثوب شمالي. !!