تفكيك التحالف القطري الإيراني أولى خطوات حل الأزمة اليمنية
رأي المشهد العربي
ذكرت وكالة الأنباء القطرية، اليوم الثلاثاء، أن أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، كلف رئيس الوزراء عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني ترؤس وفد الدوحة في اجتماع القمة الخليجية بالعاصمة السعودية الرياض، ما يعني غيابه عن القمة الخليجية التي تنطلق أعمالها اليوم، ويعول الكثيرين عليها للمضي قدماً في خطط المملكة العربية السعودية الساعية لإنهاء الأزمة اليمنية.
غياب أمير قطر عن القمة يبرهن على أن الدوحة غير جادة في إنهاء أزمتها مع دول الخليج ومصر وتصر على استمرار تعاونها مع إيران وتركيا لبث مزيد من السموم في أجساد البلدان العربية التي عانت طوال السنوات الماضية من هذا التحالف الشيطاني والذي يعد أحد أسباب إطالة أمد الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن.
تستند قطر على إيران في مواجهة المقاطعة العربية لها، بل أنها تقايض الدول العربية بإنهاء المقاطعة كشرط للتخلي عن حليفتها طهران، وهو أمر يهدف بالأساس إلى مزيد من المراوغات القطرية من دون أن يتعلق الأمر برغبة جدية في إنهاء الأزمة والتي تستغلها من أجل تبرير دعمها للمليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية في اليمن.
قبل أيام نشرت وسائل إعلام غربية تقارير أفادت بأن قطر مستعدة للتخلي عن دعم تنظيم الإخوان مقابل المصالحة مع المملكة العربية السعودية، غير أنها كانت تعول على أن تكون تلك الصفقة في الخفاء من دون أن ترى النور بما يمكنها من التلاعب بمواقفها أمام الرأي العام العالمي، وبما يؤدي في النهاية لتحقيق رغبتها في مصالحة تأتي وفقاً لأهوائها وتظهر أمام العالم كأنها هي من انتصرت في النهاية.
غير أن انكشاف الأمر دفع قطر لكسب ود الإخوان من جديد من ناحية، وعلى الناحية الأخرى فهي أرادت توجيه رسائل عدة للتحالف العربي بأنها ماضية في تحالفها مع إيران، ما ظهر من خلال إعلان الإخواني المدعو حمود المخلافي، المدعوم من الدوحة والمقيم بالخارج، عن افتتاح معسكراً ضخماً في منطقة يفرس التابعة لمديرية جبل حبشي في تعز، وتكمن أهمية هذا المعسكر أنه يساعد الإخوان على إحكام قبضتهم على محافظة تعز.
ارتداد قطر خطوات إلى الخلف بعد أن كانت قريبة من إنهاء الأزمة مع بلدان الخليج ومصر يهدد بمزيد من الإرهاب القطري الإيراني في اليمن، لأنها ستحاول أن تُظهر قوتها بعد أن سبب الإفصاح عن صفقة التخلي عن الإخوان مشكلات عديدة لها مع التنظيم الدولي الداعم لها، ولعل ذلك من أسباب غياب تميم عن القمة الخليجية.
وهو ما يبرهن على أن تفكيك التحالف القطري الإيراني والذي يتمخض عنه تحالف حوثي إصلاحي أول خطوات إنهاء الأزمة اليمنية التي أضحت بالغة التعقيد في ظل المستجدات الإقليمية الحالية.
ويبدو من الواضح أن رغبة التحالف العربي في إنهاء الأزمة وحدها لن تكفي لإنهاء الأزمة، إذ أن الأمر بحاجة إلى رغبة مماثلة من الأطراف الأخرى التي تشعل الأوضاع رغبة في استمرار الانقلاب وسعيا لاستمرار مكاسبها التي تجنيها بفعل فساد الشرعية الحالية.