جُرح الحرب الغائر.. دماء مدنية استباحها الحوثيون
على مدار خمس سنوات متواصلة، دفع المدنيون أثمانًا فادحة جرّاء الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي، مخلِّفةً وراءها حالة إنسانية شديدة البشاعة.
الحرب العبثية منذ أن أشعلتها المليشيات الحوثية أسفرت عن مقتل 15 ألفًا و420 مدنيًّا وإصابة 22 ألفًا و916 شخصًا، وذلك حتى نهاية أكتوبر الماضي، وفق تقارير حقوقية حديثة.
كما يوجد أربعة آلاف و272 مدنيًّا مختطفًا لدى الحوثيين، و6 آلاف و352 طفلًا جنَّدتهم المليشيات، كما تسببت الألغام التي زرعها الانقلابيون في مقتل نحو ألف و300 مدني، وهي انتهاكات تمثل خرقًا صارخًا لقانون حقوق الإنسان ومواثيق القانون الدولي الإنساني.
وعلى مدار سنوات الحرب، تسبّب الحوثيون إجمالًا في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ أربعة ملايين طفل وُلِدوا منذ بداية الحرب، في الوقت الذي تمّ تسجيل 51% فقط من المرافق الصحية التي ما زالت قيد العمل.
ولا يتقاضى أكثر من مليون موظف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين رواتبهم، منذ توقفها في سبتمبر 2016، ويعتمد السكان على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.
ومع تعدُّد التقارير الدولية التي بيَّنت حجم المآسي الإنسانية الناجمة عن الحرب العبثية الحوثية، يظل المجتمع الدولي متهمًا بعدم اتخاذ إجراءات رادعة على الأرض توقف هذا الإرهاب الحوثي الفتاك.
ويمكن القول إنّ الدور الأممي يقتصر على بيانات يُقال إنّه لا تساوي قيمة الحبر الذي تُكتب به، كونها لا تؤدي إلى أي تغييرات جذرية على الأرض، لا سيّما فيما يتعلق بردع المليشيات الحوثية وإجبارها على الانخراط في طريق السلام.